الاربعون حديثا :82
اقسم بمقام علي بن ابي طالب عليه السلام ، لو ان الملائكة المقربين والانبياء المرسلين عدا الرسول الخاتم الذي يكون مولى علي وغيره ارادوا ان يكبروا مرة واحدة ، تكبيرا على غرار ما كان يكبر علي عليه السلام ، لما استطاعوا . واما الوقوف على قلوبهم فلا يعرف احد شيئا الا حملة تلك القلوب واصحابها ! .
فيا ايها العزيز ! لا تتباهى تقربك من الله ولا تبالغ في حبك له ، ايها العارف ، ايها الصوفي ، ايها الحكيم ، ايها المجاهد ، ايها المرتاض ، ايها الفقيه ، ايها المؤمن ، ايها المقدس ، ايها المساكين المبتلون يا سيئي الحظ المغلوبين بمكائد النفس وهواها ، ايها المساكين المبتلون بالآمال والاماني وحب النفس ، كلكم مساكين ، كلكم بعيدون فراسخ عن الاخلاص وعبادة الله ، لا تحسنوا الظن بانفسكم الى هذا الحد ، لا تتغنجوا ولا تتدللوا . اسالوا قلوبكم : هل تبحث عن الله ، ام تريد ذاتها ؟ هل هي موحدة وتطلب الواحد ام مشركة وتعبد اثنين ؟ فماذا يعني اذا كل هذا العجب ؟ ماذا يعني اذا التعالي بالعمل الى هذا الحد ؟ وهو اذا صحت جميع اجزائه وشروطه وخلا من الرياء والشرك والعجب وباقي المفسدات ، فهدفه الوصول الى اشباع شهوات البطن والفرج ، فما قيمته كي تنقله الملائكة ؟ هذه الاعمال من القبائح والفجائع ، وينبغي للانسان ان يخجل منها ويسترها ...
الهي ... بك نعوذ نحن المساكين من شر الشيطان والنفس الامارة بالسوء ، اللهم فاحفظنا من مكائدهما بحق محمد وآله .
مخ ۸۲