الاربعون حديثا :61
ويل لمن يدخل بصلاته وطاعته جهنم . الويل لمن تكون صورة صدقته وزكاته وصلاته ابشع مما يمكن تصوره . ايها المسكين المرائي ، انت مشرك ، واما العاصي فموحد . ان الله يرحم بفضله العاصي ان شاء ، لكنه يقول انه لن يرحم المشرك اذا رحل من الدنيا بدون توبة (1) .
لقد سمعت في الاحاديث الشريفة ان المرائي مشرك ، ان من يرائي بين الناس برياسته الدينية وامامته وتدريسه وصومه وصلاته وباعماله الصالحة لاجل الحصول على المنزلة في قلوبهم ، فهو مشرك . وانه لن يكون مشمولا لمغفرة الله تعالى حسب الآية الشريفة واخبار اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم . اذا ؛ فيا ليتك كنت من اهل الكبائر ، ومتجاهرا بالفسق ، ومنتهكا للحرمات الظاهرية ، وكنت موحدا ولم تشرك بالله .
فيا ايها العزيز ؛ فكر لتجد سبيلا لنجاتك ، واعلم ان الشهرة بين هؤلاء الناس وهم باطل ، انها ليست بشيء . ان قلوب هؤلاء التي لو اكلها عصفور لما شبع ، ان هي الا قلوب ضعيفة تافهة ، ولا طاقة لها على شيء ، وان هذا المخلوق الضعيف لا حول له ولا قوة . القوة هي قوة الله المقدسة ، فهو الفاعل المطلق ومسبب الاسباب . ولو اجتمع الناس جميعا وكان بعضهم لبعض ظهيرا ، لما استطاعوا ان يخلقوا ذبابة ، واذا سلبت ذبابة منهم شيئا لما استطاعوا استرجاعه منها . كما جاء في الآية الكريمة :
«يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب» (2) .
القوة لله تعالى وهو المؤثر في جميع الموجودات . اكتب على قلبك بمداد العقل مهما قاسيت في ذلك وعانيت ان : «لا مؤثر في الوجود الا الله» ! .
ادخل في قلبك باية وسيلة كانت ، التوحيد العملي وهو اول درجات التوحيد ، واجعل قلبك مؤمنا ومسلما ، واختم على قلبك بهذه الكلمة المباركة والختم الشريف «لا اله الا الله» واجعل صورة القلب صورة كلمة التوحيد ، واوصله الى درجة «الاطمئنان» ، وافهمه ان الناس لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ، فالله وحده هو النافع والضار . ازل هذا العمى عن عينك ، والا فستكون ممن يقول : «... رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا» (3) ، وتحشر يوم كشف السرائر ، اعمى . واعلم ان ارادة الله تعالى قاهرة لجميع الارادات ، واذا اطمان قلبك بهذه الكلمة المباركة وتسلم لهذه العقيدة ، فالامل ان ينجز عملك ، وتستاصل جذور الشرك والرياء والكفر والنفاق من قلبك .
مخ ۶۱