الانسان بواسطتها مسكينا عاجزا ودفعت به نحو الشقاء .
وعلى الانسان المجاهد الذي نهض لاصلاح نفسه ، واراد ان يصفي باطنه ، ويفرغه من جنود ابليس ، عليه ان يمسك بزمامه خياله وان لا يسمح له بان يطير حيثما شاء ، وعليه ان يمنع من اعتراضه للخيالات الفاسدة والباطلة ، كخيالات المعاصي والشيطنة ، وان يوجه خياله دائما نحو الامور الشريفة ، وهذا الامر ولو انه قد يبدو في البداية صعبا بعض الشيء ، ويصوره الشيطان وجنوده لنا وكانه امر عظيم ، ولكنه يصبح يسيرا ، بعد شيء من المراقبة والحذر .
ان من الممكن لك من باب التجربة ان تسيطر على جزء من خيالك ، وتنتبه به جيدا . فمتى ما اراد ان يتوجه الى امر وضيع ، فاصرفه نحو امور اخرى كالمباحات او الامور الراجحة الشريفة . فاذا رايت انك حصلت على نتيجة فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق ، وتابع سعيك ، لعل ربك يفتح لك برحمته الطريق امامك للملكوت وتهتدي الى صراط الانسانية المستقيم ، ويسهل عليك مهمة السلوك اليه سبحانه وتعالى .
وانتبه الى ان الخيالات الفاسدة القبيحة والتصورات الباطلة هي من القاءات الشيطان ، الذي يريد ان يوطن جنوده في مملكة باطنك . فعليك ايها المجاهد ضد الشيطان وجنوده ، وانت تريد ان تجعل من صفحة نفسك مملكة إلهية رحمانية ، عليك ان تحذر كيد هذا اللعين ، وان تبعد عنك هذه الاوهام المخالفة لرضا الله تعالى ، حتى تنتزع ان شاء الله هذا الخندق المهم جدا من يد الشيطان وجنوده في هذه المعركة الداخلية . فهذا الخندق بمنزلة الحد الفاصل ، فاذا تغلبت هنا فتامل خيرا .
ايها العزيز ... استعن بالله تبارك وتعالى في كل آن ولحظة ، واستغث بحضرة معبودك ، واطلب منه بعجز والحاح ...
اللهم ... ان الشيطان عدو عظيم ، كان له ولا يزال طمع بانبيائك واوليائك العظام .
اللهم ... فاعني واناعبدك الضعيف المبتلي بالاوهام الباطلة والخيالات والخرافات العاطلة ، كي استطيع ان اجابه هذا العدو القوي .
اللهم ... وساعدني في ساحة المعركة مع هذا العدو القوي الذي يهدد سعادتي وانسانيتي ، لكي استطيع ان اطرد جنوده من المملكة العائدة لك ، واقطع يد هذا الغاصب من البيت المختص بك .
فصل: في الموازنة
ومن الامور التي تعين الانسان في هذا السلوك ، والتي يجب عليه الانتباه بها ، هي «الموازنة» فالموازنة هي ان يقارن الانسان العاقل بين منافع ومضار كل واحدة من الاخلاق الاربعون حديثا :35
مخ ۳۴