191

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الاربعون حديثا :195

وايضا ان الجسم الذي تزول منه الصورة ، لا تعود اليه من دون استئناف السبب ، ولكن النفس اذا غابت عنها بعض الصور عادت اليها من دون سبب خارجي .

اذا ، يتبين ان النفس تضاد جميع الاجسام في خصائصها وآثارها وافعالها . اي ان النفس مجردة وليست من سنخ الاجسام والجسمانيات ، والمجردات لا تفسد ، كما هو مبرهن عليه في محله . وذلك لان الفساد لا يكون من دون مادة قابلة للفساد ، والمجردات منزهة عن مادة قابلة للفساد . اذ ان ذلك من لوازم الاجسام . اذا ، لا تفسد النفس . ومن هنا يستنتج ان النفس لا تفسد بفساد البدن وبمفارقتها له ، بل تبقى في عالم آخر ، ولا تفنى . وهذا هو المعاد الروحي للنفوس والارواح قبل يوم القيامة الى ان يشاء الله لها ان تعود الى الابدان . اننا الآن في صدد اثبات المعاد المطلق في قبال المنكر المطلق وقد اتضحت الفكرة من هذه المقدمات .

ولا بد ان نعرف ان للنفوس صحة ومرضا ، وصلاحا وفسادا ، وسعادة وشقاء ، وان ادراك طرقها ودقائق مصالحها ومفاسدها لا يتسنى لاحد سوى ذات الله المقدسة . لذلك ففي النظام الاتم الذي هو احسن نظام ، وقد تبين من قبل ان منظمه حكيم على الاطلاق ومحيط بكل شيء لا يمكن ان يهمل بيان طرق السعادة والشقاء ، والطرق الهادية الى الصلاح والفساد ، وطرق علاج النفوس ، اذ ان مثل هذا الاهمال يقتضي النقص في العلم او النقص في القدرة ، او الظلم والبخل من دون سبب .

ولقد تبين ان ذات الله المقدسة منزهة عن كل ذلك ، فهو الكامل على الاطلاق والمفيض على الاطلاق ، وان اهمال بيان الطرق الموصلة الى السعادة والشقاء يعد خللا كبيرا في الحكمة ، ويبعث على الفساد والاختلال في النظام والحكم . اذا ، اصبح من اللازم بيان طرق السعادة والهداية في النظام الاتم .

وقد حصلت من هذا نتيجتان واضحتان :

الاولى : هي ان الشريعة وهي الوصفة الخاصة باصلاح الامراض النفسية لا توجد الا عند ذات الحق المقدس .

والثانية : هي ان الله تعالى يعلنها الشريعة حتما . ومعلوم ان مثل هذا الهدف العظيم ، وهذا العلم الكامل الدقيق الذي يعجز عن ادراكه اعقل العقلاء ، الذي يربط بين الملك والملكوت وتاثير الصور الملكية في باطن النفس ، لا يقع لاحد الا عن طريق الوحي والالهام . اي يجب ان يكون تعليمه من جانب الحق تعالى . وبديهي ، ان جميع افراد البشر ليسوا خليقين بمثل هذه الهبة ، وليست لهم القابلية والقدرة على القيام بمثل هذه المهمة . ولكن يظهر خلال بضعة قرون من يكون جديرا بالاضطلاع بمثل هذا الواجب وتحقيق مثل هذا الهدف العظيم ، الاربعون حديثا :196

مخ ۱۹۵