106

څلوېښت حدیثونه

الاربعون حديثا

ژانرونه

الاربعون حديثا :110

«لا يسعني ارضي ولا سمائي بل يسعني قلب عبدي المؤمن» (1) .

فهذا النور المعنوي ، وهذه البارقة الالهية التي تجعل القلب اوسع من كل الموجودات ، تتعارض مع هذا الضيق والظلام اللذين تسببهما هذه الرذيلة ، رذيلة الحسد . ان هذه الصفة القبيحة تضغط على القلب وتضيقه فتبدو آثارها في كل كيان الانسان ، باطنه وظاهره . انها تصيب القلب بالحزن والكدر ، والصدر بالاختناق والضيق ، والوجه بالعبوس والغضب . وهذه الحال تطفئ نور الايمان ، وتميت قلب الانسان ، وكلما اشتدت ازداد ضعف الايمان .

ان جميع الصفات المعنوية والظاهرية للمؤمن ، تتنافى والآثار التي يوجدها الحسد في ظاهر الانسان وباطنه . ان المؤمن يحسن الظن بالله تعالى ، وهو راض بقسمه الذي يقسمه بين عباده . اما الحسود فساخط على الله تعالى ، يشيح بوجهه عن تقديراته . لقد جاء في الحديث الشريف : ان المؤمن لا يتمنى السوء للمؤمنين ، بل هم اعزاء عنده ، والحسود بعكس ذلك .

المؤمن لا يغلبه حب الدنيا ، والحسود انما هو مبتلى بشدة حبه للدنيا . والمؤمن لا يداخله خوف ولا حزن الا من بارئ الخلق تعالى ، اما الحسود فخوفه وحزنه يدوران حول المحسود .

والمؤمن طلق المحيا ، وبشراه في وجهه ، والحسود مقطب الجبين عبوس الوجه .

والمؤمن متواضع ، والحسود متكبر في معظم الحالات . فالحسد ، آفة الايمان التي تاكله ، كما تاكل النار الحطب .

ويكفي في شناعة هذه الرذيلة هو ان الحسد يقضي على الايمان الذي يعد وسيلة النجاة في الآخرة ، وباعثا لحياة القلوب ، ويجعل الانسان مفلسا ومسكينا .

وان من المفاسد الكبيرة التي لا تنفك عن الحسد ، سخط الحسود على الخالق وولي نعمته واعراضه عن تقديراته تعالى .

في هذا اليوم ان حجب الطبيعة الدكناء والحجب الحاصلة من انشغالنا بهذه الطبيعة قد حجبت جميع مشاعرنا ، فاعمت اعيننا واصمت آذاننا ، فلا ندري اننا غاضبون تجاه مالك الملوك ومعرضون عنه ولا نعلم ما هي صورة هذا الغضب والاعراض في الملكوت حيث مساكننا الاصلية الدائمية ؟ وانما يصل الى اسماعنا قول الامام الصادق عليه السلام : «ومن يك كذلك فلست منه وليس مني» ولا نفهم ماذا يحمل لنا تبرؤ الحق تعالى منا واعراضه عنا من الاربعون حديثا :111

مخ ۱۱۰