عقبت او مسلمانان

ژاک تاجر d. 1371 AH
86

عقبت او مسلمانان

أقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م

ژانرونه

31

وكان يعدل أيضا إلى ديارات جددها اليعاقبة بالقرب من القرافة الكبرى، وإذا أراد الدخول إلى الجبل أو الطلوع إلى دير القصير

32

أو غيره من الديارات، تتأخر الركابية عنه في الموضع المعروف بالقرافة وإلى الساقية، ويمضي وحده.».

وقد اختفى الحاكم نهائيا في إحدى الجولات وظل اختفاؤه سرا غامضا، هل قتل بإيعاز من أخته «ست الملك» التي هددها بالموت لسوء سلوكها، كما يؤكد بعض المؤرخين؟ إن الأنطاكي لم يستبعد أمر قتله ولكنه لم يعلق عليه، بل اكتفى بالقول بأن ست الملك عندما علمت باختفاء شقيقها، أسرعت فأمرت بالبحث عنه في دير القصير «لئلا يكون مستترا فيه».

وجاءت أخبار المؤرخين المسلمين متأخرة ومدعاة للشك، ويذكر لنا أبو المحاسن بن تغري بردي أن الحاكم، قبل أن يترك قصره للمرة الأخيرة، أعطى والدته ثلاثين ألف دينار ليؤمنها من العوز، وتقول الرواية نفسها: إن الحاكم كان يرصد النجوم وينتظر أن يظهر في السماء نجم معين يعلن بنهاية عمره، فلما رآه ليلة اختفائه، أذاع الخبر بصوت مرتفع يسمعه من حوله، ولكنه قام بجولته الليلية كعادته بعد أن صفى أعماله الشخصية كأنه لن يعود أبدا،

33

أما الأسقف ساويرس بن المقفع، الذي دون تاريخه ثلاثين سنة بعد وفاة الحاكم، فإنه لم يذكر ست الملك، بل اكتفى بالقول بأن الخليفة صرف الخادمين اللذين كانا برفقته بعد أن أمرهما بعقر الحمار، ثم اختفى.

34

زد على ذلك أن الشعب كان مقتنعا بأن الحاكم لم يزل على قيد الحياة حتى إن أحد الدجالين، واسمه «سكين» ادعى في سنة 434ه «1041م» أنه الخليفة، وكان يشبهه شبها كبيرا، وصدقه عدد كبير من سكان الفسطاط فتبعوه ويمموا معه شطر قصر الخليفة وهم يصيحون: «ها هو الحاكم!».

ناپیژندل شوی مخ