اقاویل الثقات په تأویل سره د اسماءو او صفتونو او آیاتو د محکماتو او مشتبهاتو

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
27

اقاویل الثقات په تأویل سره د اسماءو او صفتونو او آیاتو د محکماتو او مشتبهاتو

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

پوهندوی

شعيب الأرناؤوط

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦

د خپرونکي ځای

بيروت

فمذهب السّلف فِي هَذَا وَنَحْوه أَنهم يَقُولُونَ صِفَات الله تَعَالَى لَا يطلع لَهَا على مَاهِيَّة وَإِنَّمَا تمر كَمَا جَاءَت قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية مَذْهَب سلف الْأمة وأئمتها أَن يصفو الله بِمَا وصف الله بِهِ نَفسه وَبِمَا وَصفه بِهِ رَسُوله من غير تَحْرِيف وَلَا تَعْطِيل وَلَا تكييف وَلَا تَمْثِيل وَلَا يجوز نفي صِفَات الله الَّتِي وصف بهَا نَفسه وَلَا تمثيلها بِصِفَات المخلوقين وَمذهب الْخلف قَالُوا الرَّحْمَة لُغَة رقة الْقلب وانعطافه وَذَلِكَ من الكيفيات التابعة للمزاج وَالله منزه عَنْهَا فَالْمُرَاد بهَا فِي حَقه تَعَالَى إِرَادَة الْخَيْر وَالْإِحْسَان إِلَى من يرحمه فَإِن أَسمَاء الله تَعَالَى تُؤْخَذ بِاعْتِبَار الغايات الَّتِي هِيَ أَفعَال دون المبادئ الَّتِي هِيَ انفعالات وَالْغَضَب هيجان النَّفس لإِرَادَة الإنتقام أَو غليان دم الْقلب وَعند إِسْنَاده إِلَيْهِ تَعَالَى يُرَاد بِهِ غَايَته فَإِن كَانَ إِرَادَة الإنتقام من العَاصِي فَإِنَّهُ من صِفَات الذَّات وَإِن كَانَ إحلال الْعقُوبَة كَانَ من صِفَات الْفِعْل وَالْحيَاء هُوَ انقباض النَّفس عَن الْقَبِيح مَخَافَة الذَّم واشتقاقه من الْحَيَاة فَإِنَّهُ انكسار يعتري الْقُوَّة الحيوانية فيردها عَن أفعالها وَإِذا وصف بِهِ البارئ تَعَالَى كَمَا فِي قَوْله ﴿وَالله لَا يستحيي من الْحق﴾ الْأَحْزَاب ٥٣ وكما فِي حَدِيث إِن ربكُم حييّ كريم يستحيي إِذا رفع العَبْد يَدَيْهِ إِلَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفرا حَتَّى

1 / 71