147

اقاویل الثقات په تأویل سره د اسماءو او صفتونو او آیاتو د محکماتو او مشتبهاتو

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

ایډیټر

شعيب الأرناؤوط

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦

د خپرونکي ځای

بيروت

وَقَالَ بعض عُلَمَاء التصوف إِن عَالم الْأَمر هُوَ الْعَالم الْمَعْنَوِيّ الَّذِي لَا يَقع تَحت الْحَواس كعالم المعقولات الْمُجَرَّدَة الَّتِي لَا تقع تَحت مَادَّة
وَاعْلَم أَن الرّوح لم يقف أحد لَهَا على حَقِيقَة مَاهِيَّة وَمَعْرِفَة كَيْفيَّة حَتَّى قَالَ الْجُنَيْد قدس الله سره الرّوح شَيْء اسْتَأْثر الله بِعِلْمِهِ وَلم يطلع عَلَيْهِ أحدا من خلقه فَلَا يجوز لِعِبَادِهِ الْبَحْث عَنهُ بِأَكْثَرَ من أَنه مَوْجُود وَقَالَهُ بَعضهم وعَلى هَذَا ابْن عَبَّاس وَأكْثر السّلف
وَقد ثَبت عَن ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ لَا يُفَسر الرّوح
وَنقل أَبُو الْقَاسِم السَّعْدِيّ فِي الإفصاح أَن أماثل الفلاسفة توقفوا عَن الْكَلَام فِيهَا وَقَالُوا هَذَا أَمر غير محسوس لنا وَلَا سَبِيل للعقول إِلَيْهِ
قَالَ أَبُو حَيَّان وَقد رَأَيْت كتابا يترجم بالنفخ والتسوية لبَعض الْفُقَهَاء المتصوفة يذكر فِيهِ أَن الْجَواب فِي قَوْله ﴿قل الرّوح من أَمر رَبِّي﴾ إِنَّمَا هُوَ للعوام وَأما الْخَواص عِنْده فهم يعْرفُونَ الرّوح
قَالَ أَبُو حَيَّان وَأجْمع عُلَمَاء الْإِسْلَام على أَن الرّوح مخلوقة وَذهب كفرة الفلاسفة وَكثير مِمَّن ينتمي إِلَى الْإِسْلَام أَنَّهَا قديمَة
قَالَ وَاخْتِلَاف النَّاس فِي الرّوح بلغ إِلَى سبعين قولا انْتهى

1 / 191