انوار نبي
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرونه
يعطي الراحة الكلية للعالم به، ويعطي العذاب الأليم للعالم به أيضا إلا لمن أشهده الله عينه الثابتة؛ لأنه من أكابر السعداء، فهذا الشخص يسميه شيخنا صفاء خلاصة خاصة الخاصة، كما ذكر ذلك في الفصل الشيثي من كتاب «فصوص الحكم» انتهى.
ثم وجدت الشيخ الأكبر في «فتوحاته» في الباب الثالث والسبعين في الكلام على السؤال الثالث والثلاثين من أسئلة الحكيم الترمذي، وما سبب طي علم القدر الذي طوي عن الرسل فمن دونهم ذكر أنه ليس ثم من يعلم علم القدر، وأن من علم الله علم القدر، ومن جهل الله جهل القدر، والله سبحانه مجهول، فالقدر مجهول.
قال: ولكن قد يعلم سره وتحكمه على هذا القيل المماثلة في الحقيقة والذات، وذلك أن إحاطة علمه (عليه السلام) على تقدير القول بها عارضة وطارئة مستفادة ومكتسبة منه تعالى فضلا منه عليه ومنا، فهي حادثة وهي من حيث ذاتها ونفس حدوثها قابلة لطروء النسيان والعدم، ونحوهما من جميع التغيرات، وإحاطة علمه تعالى متأصلة ذاتية، غير مكتسبة ولا مستفادة في شيء، فهي قديمة ولا تقبل التغير بحال لقدمها والاختلاف بينهما بهذه الأوصاف يدل على الاختلاف بينهما بالحقيقة والذات، كما هو الواقع؛ لأن الاختلاف في اللوازم يدل على الاختلاف في الملزومات، وإن عجزنا نحن عن بيان وجه الاختلاف فيها لجهلنا بالحقيقة، وعدم علمنا بها، ولا نقول أن الاختلاف بينهما إنما هو بالقدم والحدوث خاصة حتى يقال إنهما خارجان عن حقيقة العلم والحقيقة لا تختلف بالعوارض بل نقول بشيء آخر لا نعلمه نحن ولا نفهمه، ولا يدخل تحت عقولنا، والقدم والحدوث وإن اختلافهما بذلك يدل على اختلافهما في الحقيقة لا أن الاختلاف في الحقيقة وقع بهما كما فهم الملوي فافهم.
ومما يؤيد هذا ويرشحه ما في العهود المحمدية في عهد لا يدعي العلم إلا لغرض شرعي أثناء كلام له ونصه:
ومعلوم الله هو العلم الذي يبثه في قلوب عباده، وهو غير علمه الأزلي الخاص به؛ لأن علم الخلق وإن كان من جملة علم الله، ففيه رائحة الحدوث من حيث إضافته إلى الخلق.
فافهم وإياك والغلط. انتهى منها بلفظها فتأمله.
مخ ۲۳۸