152

انوار نبي

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

ژانرونه

سرا، ظهرت في الحيوانات والجمادات وسائر المخلوقات على ما أراده الحق تعالى، وهي ما جعله فيهم من المنافع والعلوم والأسرار وأوصاف الكمال من الصدق والتحمل وغير ذلك.

ثانيهما: الحقائق المظهرية الكونية، وهي الموجودات كلها محسوسة كانت أو معقولة أو موهومة، أو تقول: روحانية كانت أو مثالية أو جثمانية، سميت هذه بكلمات الله؛ لصدورها عن الله تعالى ب (كن) لكل شيء منها فيكون، و(كن) كلمة الله فسمي ما صدر عنها باسمها تسمية للمسبب باسم السبب.

وفي «الفتوحات المكية» في الباب الثالث والسبعين وثلاثمائة ما نصه:

فادم ومن دونه إنما هو وارث محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه كان نبيا وآدم بين الماء والطين لم يكن بعد موجودا، فالنبوة لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ولا آدم، والصورة الطبيعية لآدم ولا صورة لمحمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آدم وجميع النبيين فادم أبو الأجسام الإنسانية، ومحمد (صلى الله عليه وسلم) أبو الورثة من آدم إلى خاتم الأمر من الورثة، فكل شرع ظهر، وكل علم إنما هو ميراث محمدي في كل زمان ورسول ونبي من آدم إلى يوم القيامة، ولهذا أوتي جوامع الكلم.

ومنها علم الله آدم الأسماء كلها فظهر حكم الكل في الصورة الآدمية والصورة المحمدية، فهي في آدم أسماء، وفي محمد (صلى الله عليه وسلم) كلمات، وكلمات الله سبحانه لا تنفد، وموجوداته من حيث جوهرها لا تنفد، وإن ذهبت صورها وتبدلت أحكامها فالعين لا تذهب ولا تتبدل انتهى منه بلفظه.

وفيها أيضا في الفصل الثاني من الباب الثاني ما نصه:

نكتة وإشارة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أوتيت جوامع الكلم».

وقال تعالى: وكلمته ألقاها إلى مريم [النساء: 171].

وقال: وصدقت بكلمات ربها وكتبه [التحريم: 12].

ويقال: قطع الأمير يد السارق، وضرب الأمير اللص، فمن ألقي عن أمره شيء فهو ألقاه، فكان الملقي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ألقى عن الله كلمات العلم بأسره من غير استثناء شيء منه

مخ ۲۱۹