انوار نبي
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
ژانرونه
شرابا حتى يفرج الله تعالى عن المسلمين، ثم اعتزل عن الطعام، ثم جلس ساعة فسمعته يقول: الحمد لله، ثم دنا إلى الطعام، وقال: كل. فأكلت معه وعجبت منه كيف تركه ثم عاد إليه بعد قسمه في ساعة! ثم أن الخبر وصل إلينا بعد ذلك أن الوقت الذي تكلم فيه الشيخ صادف أن النصارى سمعوا رجفة عظيمة اعتقدوا أن معسكر المسلمين دهمهم، فركبوا خيولهم، ونجوا بأنفسهم، وتركوا الغنيمة والأسارى، فخلص الله المسلمين.
وقال الشيخ أبو زيد القرطبي: سمعت في بعض الآثار أن من قال: لا إله إلا الله سبعين مرة كانت فداؤه من النار، فعملت ذلك لبركة الوعد، وعلمت منها لأهلي، وعملت منها أعمالا ادخرتها لنفسي، وكان إذ ذاك يبيت معنا شاب يقال أنه يكاشف في بعض الأوقات بالجنة والنار، وكانت الجماعة ترى له فضلا على صغر سنه، وكان في قلبي منه شيء، فاتفق أنه استدعانا بعض الأخوان إلى منزله فنحن نتناول الطعام والشاب معنا؛ إذ صاح صيحة منكرة، واجتمع في نفسه وهو يقول: يا عم، هذه أمي في النار وهو يصيح بصياح عظيم لا يشك من سمعه أنه عن أمر، فلما رأيت ما به من الانزعاج قلت في نفسي: اليوم أجري صدقه، فقلت في نفسي: إن كان الأثر حقا.
والذين رووه لنا صادقون أن السبعين ألفا فداء هذه الامرأة أم هذا الشاب فما استتممت الخاطر في نفسي إلى أن قال: يا عم، ها هي أخرجت الحمد لله الحمد لله.
فحصلت لي فائدتين: إيماني بصدق الأثر، وسلامتي من الشاب، وعلمي بصدقه.
وذكر الشيخ شهاب الدين في كتابه «العوارف»:
إن الشيخ عبد القادر الكيلاني بعث إلى شخص، وقال لفلان: عندك طعام وذهب، ائتني من الذهب بكذا، ومن الطعام بكذا. فقال الرجل: كيف أتصرف فى وديعة عندي ولو أستفتيك ما أفتيتني في التصرف. فألزمه الشيخ بذلك، فأحسن الظن بالشيخ، وجاء إليه بالذي طلب، فلما وقع التصرف منه جاءه مكتوب من صاحب الوديعة وهو غائب في بعض نواحي العراق أن حمل إلى الشيخ عبد القادر كذا وكذا القدر الذي عينه الشيخ عبد القادر، فعاتبه الشيخ بعد ذاك على توقفه، وقال: ظننت بالفقراء أن إشارتهم تكون على غير صحة وعلم.
مخ ۱۹۴