245

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

ایډیټر

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

خپرندوی

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

د ایډیشن شمېره

الأولى،١٤١٣ هـ

د چاپ کال

١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الرياض

وعدها إياه كانت له خاصة بقوله: (سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي) ولهذا قال الله تعالى: (إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ)؟
قلنا: هذا الاستغفار لهما (كان) مشروطًا بإيمانهما تقديرًا كأنه قال ولوالدى إن آمنا، الثانى: أراد بهما آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام، وقرأ ابن مسعود وأبى والنخعى والزهرى "ولولدى"
(يعنى) اسماعيل واسحاق، ويعضد هذه القراءة ما سبق ذكرهما.
ولا اشكال على هذه القراءة، وقيل: إن هذا الدعاء على القراءة المشهورة كان زلة من إبراهيم ﵊، وإليها أشار بقوله: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) .
* * *
فإن قيل: الله تعالى منزه ومتعال عن السهو والغفلة، والنبى ﵊ أعلم الناس بصفات جلاله وكماله، فكيف يحسبه النبى
﵊ غافلا حتى نهاه عن ذلك بقوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) ؟
قلنا: يجوز أن يكون هذا نهيا لغير النبى ﵊ ممن يجوز أن يسحبه غافلا لجهله بصفاته، وقوله تعالى بعده: (وَأَنْذِرِ النَّاسَ) لا يدل قطعا على أن الخطاب الأول للنبى ﵊، لجواز أن يكون ذلك النهى لغيره مع أن هذا الأمر له،

1 / 244