84

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

كما قال أبو تمام ...

ومن الأعداء من تود لو تشتريه بمالك وسعيك، إذا أنت افتقدته فلم تجد من حولك ...

ومن حقك أن تشتري بالمال والسعي عدوا يزينك بمخالفته إياك، فإنه لا يزينك بهذه المخالفة إلا إذا كان على خلق يعيبه، ولا يشرف من يوافقه عليه ...

ومن حقك أن تشتري العدو الذي لا يعاديك إلا حسدا على النعمة، فليس أسوأ حالا من إنسان على حالة لا يحسد عليها، وليس من الخير اتقاء حسده بخسارة نعمتك ...

ومن حقك أن تحرص على الأعداء الذين يقولون بعداوتهم لك إنك تضر وتنفع، فمن لا يضر ولا ينفع موجود لا يحس له وجود، ولا ضير عليك أن يخال بعض الناس أنك تضره أكبر الضرر أو أصغره، فإن من الناس لمن يكون ضرره عقوبة على الشر، وإن منهم لمن يجهل ضرره ونفعه، وإن منهم لمن يبتليه الله بالضرر لصلاح أمره، ومن يكون ضرره في نفسه كضرر عداوته لغيره.

فعلى عداوة هؤلاء جميعا نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ولكنه مكروه يستزاد.

وعلى صداقة من يبقى لنا بعد عداوتهم فلنحمد الله، حمدا لله، ثم حمدا لله ...

وحمدا لله مرة بعد مرة؛ لأنني لا أصادق أحدا، ولا أعاديه في مأرب من مآرب النفس، ولا في صغيرة من صغائر الضعف الذي يبتلى به كل إنسان، فما عرفت صديقا، فعرفت لصداقتي له سببا غير فكرة نشترك فيها أو مطلب من مطالب الأدب نتفق عليه، أو غاية من الغايات العامة نسلك السبيل إليها، أو طرفة من طرف الراحة الروحية تعم كل من يستريح إليها، ولا تخصني أو تخصه بداع من دواعي الأثرة والمحاباة.

ناپیژندل شوی مخ