52

وقلم آخر أخرجته لخصم من خصومي السياسيين، وأقسمت له لتسقطن الوزارة النسيمية قبل أن ينبري هذا القلم ... وقد كان من أجود الأقلام المعروفة «بالكوبية» أهديت بصندوق من نوعه، فجعلت أرواح في الكتابة العجلى بينه وبين القلم المداد.

أين هذه الأقلام الآن؟ هل هي محفوظة كما احتفظت بها في أوانها؟

كلا ... مع الأسف، فليس عندي منها اليوم قلم واحد؛ لأنها ضاعت بسبب وتاريخ، كما كان لها في الاحتفاظ بها سبب وتاريخ.

القلم الذي أهداه إلي إنسان عزيز عاد بعد فترة من الوقت، فأصبح في حياتي غصة لا تطاق.

فحملته ذات ليلة، وحملت معه الصحيفة التي كتبها بيد ذلك الإنسان العزيز، ووهبته للنيل في الموضع الذي وصفته بذلك القصيد!

والقلم الذي صاحبني في السجن، أفرجت عنه، وأصررت على أن أتم به الكتاب الذي شرع معي في تأليفه.

ثم أدركه نحس «ابن الرومي» مرة أخرى، فامتدت إليه يد سارق لا بد أنه حبس بعد ذلك ...! إذا جرى «ابن الرومي» على عاداته، سامحه الله!

فإنني على ما أظن قد عثرت بالقلم عينه، وإن خطر لي في ذلك الحين - ولا يزال يخطر لي الساعة - أنه شبيه به مشابهة الزميلين في صنعة واحدة ...

ولقد رثيت القلم المسروق بقصيدة أقول في مطلعها:

زاملني في السجن ذاك القلم

ناپیژندل شوی مخ