ملكة شخصية مستمدة من ملكة قومية ...
هذه هي عادة الرحلة التي تغلب على بعض الناس، أو هذه هي هوسة الرحلة إذا تجاوزت حدها المعقول ...
على أنني أعتقد - إلى جانب هذا الاعتقاد - أن ملكة الرحالة غالبة على الرحالين وغير الرحالين.
ولكنها تظهر في صور كثيرة غير صورة الرحلة الخارجية، ومنها الرحلة في داخل النفس أو في عالم الخيال.
وبين كبار الرحالين من هذا الطراز أناس لم يفارقوا مكانا واحدا خلال عشرات السنين كأبي العلاء المعري!
فإنه سمى نفسه «رهين المحبسين» لملازمته داره وحبسه في جسده، ولكنه شاء أن يرحل في كتاب من كتبه - وهو رسالة الغفران - فلم يقنع بأقل من الرحلة إلى السماء، وإلى الجحيم!
وكجول فيرن الكاتب الفرنسي الحديث ...
فإن ما رآه من جوانب الأرض بالقياس إلى المشاهدات المأثورة عن كبار الرحالين شيء لا يذكر، ولكنه ساح بخياله في جوف الأرض، وفي أعماق البحار، وفي أجواء السماء، بل ساح في عالم الغيب، فوصف للناس مخترعات لم تخلق بعد، ثم خلقت في أوانها، فإذا هي كما وصف ...! حتى قال ليوتي القائد الفرنسي الكبير: إن الناس اليوم «يعيشون أحلام جول فيرن» ... •••
لا بد من السياحة إذن في الخارج أو في الداخل! سياحة مع الانتقال، أو سياحة بغير انتقال.
والظاهر - لا بل المحقق - أنني أنا أحد الرحالين بغير انتقال، كما لاحظ بحق أحد أصدقائي، حين علم مرة باعتذاري من تلبية الدعوة إلى كثير من السياحات، وبعضها بغير نفقة على الإطلاق ...
ناپیژندل شوی مخ