كان يعبث، كما تعود أن يعبث، حتى يناله العقاب، كما تعود أن يناله، ويسعد بعودته للخضوع والطاعة والذلة.
وحين سقط الرجل، حين سقطت الهيبة الضخمة وضاع الصولجان. حين لم يعد باقيا أمام سلطان إلا أن يحس بالشفقة على صاحبه فيطبطب عليه ويأخذ بيده وخاطره، لم يستطع للأسف أن يفعل. فالأسد، كالحيوانات، كالغابة في أساسها، لا يحس بالشفقة على أحد. ولو كانت الشفقة قانونا من قوانين الوجود لماجت الحياة وازدحمت بأشكال وأنواع وأنماط ركيكة عاجزة لا تصلح للحياة وإن كانت تصلح للشفقة. الأسد إذا لم يخف، خوف. إذا لم يخف أن يؤكل خوف بأن يأكل. وإذا لم يجد التخويف، أكل فعلا، وربما هذه هي طريقته في إظهار الشفقة. أن يأكل من لا يعتمد في بقائه حيا إلا على إحساس الآخرين بالرثاء والشفقة. •••
إلى المستشفى حملوا محمد الحلو ليموت طبا وعلاجا.
وإلى حديقة الحيوان أخذوا «سلطان» ليموت كمدا واكتئابا.
وكم آلمني ما حدث للحلو !
وكم آلم الناس الطيبين، من رأوا الفاجعة ومن لم يروها.
ولكن لأننا جميعا مشغولون بالإجابة على السؤال: لماذا يحدث للحلو ما حدث للحلو؟
ولماذا ينهش الحيوان المتوحش صاحبه الذي دربه وأطعمه ورباه؟
ولأننا جميعا لو استحلنا إلى أكلة عيش فسيكون مصيرنا أن تنهشنا أكلة اللحوم. والإنسان أثبت أنه على رأس أكلة لحوم البشر.
لأن الأمر كذلك.
ناپیژندل شوی مخ