ولكنه ما كاد يستثير وينقض ويدفعه حتى سقط. حتى انهار تماما وهو في أقصى درجات الرعب، حتى أطبق على الخيمة كلها رعب أكثر من رعب الحلو نفسه.
وهكذا فجأة أدرك الحيوان العميق المستسلم لقيوده ومصيره وخوفه أنه كان مخدوعا، وأنه الأقوى والأعظم والمسيطر والملك.
واندفع ينهش لحم صاحبه المدرب، ويعضه، ويكسر قيوده ويستعيد نفسه.
ونستغرب بعد هذا لماذا صام «سلطان» عن الطعام وقضى الأيام التالية حزينا.
الحزن في رأيي كان سببه أنه أبدا لم يرد أن يحدث ما حدث.
إن الأسد حيوان ليس الغدر في طبعه.
وكالكلب، الوفاء عنده، غريزة.
وهو لم يقصد أن يغدر أو يفترس أبدا صاحبه.
أراد فقط، كل ما أراد، أن يستمر على وضعه خائفا من ملكه وصاحبه ومدربه وسيده. أراد، كل ما أراد، أن يجعله يشعره مرة أخرى أنه الأقوى والأقدر.
كان متأكدا أنه سيقابل هجمته بهجمة أشد منها.
ناپیژندل شوی مخ