الفصل الخامس عشر
نزلت متأخرا في الصباح التالي من أثر السهر في الليلة السابقة، فلما وصلت إلى دكان الشيخ مصطفى كانت الساعة تقترب من الظهر، وحياني الشيخ قائلا: ألف مرحبا.
وكانت الألسنة منذ حين تلوك قصة الوزير الذي يستقبل قاصديه بعدد من المرحبات وهو يقصد الجنيهات التي يطلبها منهم لقاء قضاء حاجاتهم.
فقلت ضاحكا: لا أستطيع والله يا شيخ مصطفى.
فقال لي مقهقها: لا تخف يا سيد أفندي فأنا أعرف أنك لا تحتمل عشر مرحبات، وعلى فكرة أرجو أن تدفع لي المرحبا التي عندك؛ فقد كسروا صندوقين من «الكوكاكولا».
ولاحظت عند ذلك أن أمام الدكان عددا من الزجاجات المحطمة.
فقلت: ما هذا؟
فقال: الحمد لله يا سيد أفندي خلصت منهم بجلدي، يا حفيظ يا رب، تقول: ألفين تقول: عشرة آلاف، ولا بد من تكسير «بريد الأحرار».
فصحت في فزع: من هم؟
فقال الشيخ: غيلان! مجانين! أعوذ بالله يا أستاذ سيد. أخذوا كل الأرغفة وشربوا الكوكاكولا وكسروا زجاجها ولكن الحمد لله، كم شباك من بريد الأحرار وهتفوا بسقوط الخائن علي مختار وانصرفوا.
ناپیژندل شوی مخ