وقال أبو الفيض:
جاءتْ به أحْمَرَ مثلَ الزُّون
مثلَ سِوَارِ الذَّهَبِ المَصُونِ
أشَقَّ من خَيْلِ أبى مَيْمُونِ
٥٢ - " أبقى من حجر ".
قال الشاعر:
العنبريُّ الجعدُ أبقَى من حَجَرْ
لا يشتِكي الشَّرَّ وإن كان بَشَرْ
٥٣ - " أسرع من نكاح أم خارجة ".؛ كانت إذا أتاها الخاطب، قال: خطب، قالت: نكح، فيقول: ارتحلى، فتقول: أنخ.
حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبروني أبو فيد، قال: سمعت أبا هشام يرفع. وقد سمعت من يقول: خطب نكح.
٥٤ - " هذا حبقر كما ترى " أنشد أبو الدقيش:
كأنَّ فاها حَبَقُرٌّ بارِدٌ ... ... ... ... ... ...
فقلت له: ما الحبقر؟ فقال: البرد.
٥٥ - وتقول العرب: " هذا آبل من حنيف الحناتم "، وهو أحد بني حنتم بن عدي بن الحارث بن تيم الله، كان ظمء إبله غبا بعد عشر، وأظماء الناس غب وظاهرة، والظاهرة كل يوم مرة، وكان يرعى في حمارة القيظ أحجار فليح، ويسقى على طويلع.
٥٦ - ويقول الضعيف الذي أضعفه الكبر، للشاب الذي عاركه: " اليوم ظلم ". يقول: رضيت اليوم بما لم أكن أرضى به.
ويتهدد الرجل ويوعده، فلا يستطيع أن يرد عليه، فرقا أن يناله منه أكثر من التهدد؛ فيقول: " اليوم ظلم "، وإنما يريد أن الأمور تمضي على وأنا كاره. يقول: لا أرضى ولا أمتنع.
٥٧ - " لقيته أول عائنة عينين "، وأقرب منه: " لقيته كفاحًا " و" لقيته عيانًا " يقول: كافحني مكافحة، زسمنى ومسسته، و" لقيته وجاحًا " و" ما بيني وبينه وجاح "؛ يقول: ليس بيني وبينه شيء.
٥٨ - " لا تعظيني وتعظعظي ". يقال: عظعظ الرجل: إذا هاب وتابع.
قال العجاج:
وعَظْعَظَ الَجْبَانُ والزِّئِنيُّ
يريد: الصيني. والعرب تقول للكلب الصيني: الزئني.
٥٩ - " لألجمنك لجامًا معذبًا "، و" لأكعمنك كعامًا مخرسًا ". تقول العرب: " أعذب عن هذا "؛ قال أبو مارد الشيباني:
كأنَّها خَاضِبٌ حُوِسيَّةٌ ... باتَتْ عَذُوبًا على رأسِ جَمَاد
قال: نازعة عن السير والأكل والشرب تاركة له.
٦٠ - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو الدقيش أن الناس كانوا يأكلون الإنسى، وهو النسناس، لكل واحد منهم يد ورجل، فرعى اثنان من الإنس، فقال أحدهما لصاحبه: فضحك الصبح! قال الآخر: إن عليك جرشًا فتعشه ".
وأخبرني أبو فيد، قال: بلغني أن قوما تبعوا النسناس فأخذوه، فقال للذين أخذاه:
يَارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُماَنِي
لَمُتُّمَا أوْ لَتَرَ كْتُمَانِي
فأدرك فذبح في أصل شجرة، فإذا يف بطنه شحم، فقال آخر في الشجرة: إنه آكل ضرو - والضرو الحبة الخضراء - فاستنزل فذبح. قال الثالث: فأنا إذا صميميت، فاستنزل فذبح ٦١ - " اليوم خمر وغدًا أمر ".
٦٢ - ومثله: " الأكل سريط، والقضاء ضريط ".
٦٣ - ويقال: " لا تنفط فيه عناق ". تكفل رجل بقوم فأخفروه فحضض عليهم، فقال الشاعر:
سَتَمْنَعُ عِجْلٌ سَيْبَهَا في بُيُوتها ... وتَحْمَى بُجَيْرٌ وابنُ أسْعَدَ بارِدُ
فكَيْفَ ولم تَنْفِطْ عَنَاقٌ ولم يُرَعْ ... سَوَامٌ بأكنافِ الأعزَّةِ باجِدُ
باجد: كثير. ونفيط العناق: شبيه بالعطاس.
٦٤ - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرني أبو فيد، قال: وسئل أبو الدرست السدوسي عن إبله، وهي ترعى البقل قبل أن تأكل الحبة، وهي تمسي بطانا ملاء، ثم تنفش بطونها، لأنها تأكل رطبًا، فقال: تمسي مخرنشمات. والمخرنشم: المضطرب. يقال للسقاء: قد آخرنشم، إذا ذهب ثلثه أو ربعه.
٦٥ - قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدمِ المُعَنَّى تُهَدَّرُ في دِمشْقَ وما تَرِيمُ " السدم ": البعير الذي يرغب عن نسله، لا يكون كريمًا، يحبس عن الشول، خشية أن يلقح بعضها، فيقيد ويجعل في عنة، فإذا رأى الشول، أو وجد أرواحها، أو سمع هدير فحل هدر، لا يستطيع غير ذلك، وربما صال على الناس من شدة الهباب، ومن حبسهم إياه عن الشول، فيكعمونه ويحجمونه، وربما جعلوا له الحكمة والكمام، والحجام ان يجعل على فمه مثل الشبكة من ليف، أو قِدٍّ، وربما كانت من حديد. قال الأخطل:
هَديرَ المُعَنّى أَلْقَحَ الشَّوْلَ غَيْرُهُ ... فَظَلَّ يُلَوِّي رَأْسَهُ بِصِفَادِ
وقال أمين التيمي لمالك بن مسمع:
1 / 6