الرجل :
هذا برهان صعب، وما لنا وللعصا وللحية يا صاح ولسنا أمام فرعون، بل أمام المأمون!
يحيى :
وكانت براهين عيسى عليه السلام إبراء المرضى، وإحياء الموتى، فافعل مثل ما فعل.
الرجل :
جئت بالطامة الكبرى، ما لي وللمرضى والأطباء كثيرون، ثم ما لي وللموتى وقد بعثت للأحياء ...؟!
فضحك المأمون والحاضرون وقال للرجل: لا بد لك من براهين وإلا ضربنا عنقك ...!
قال الرجل: ما معي شيء مما تطلبون، ولقد قلت لجبريل حين أرسلت بالرسالة: إنكم ترسلونني إلى قوم فيهم أمير المؤمنين المأمون وفيهم قاضي القضاة يحيى بن أكثم، فأعطوني برهانا أذهب به إليهم. فغضب جبريل وقال: «اذهب أولا وانظر ما يقول لك القوم، ثم نعطيك ما يطلبون.»
فأغرق المأمون في الضحك، وقال: هذا نبي يصلح للمنادمة!
ثم أمر بإطلاقه وانفض المجلس، وخرج المأمون ليقضي وقتا في الرياضة وصيد الثعالب والظباء ليخفف عن نفسه متاعب الملك، وهموم التفكير في ثورة العراق، وفي الثائر إبراهيم بن المهدي ...!
ناپیژندل شوی مخ