113

قال: فانتزعتني ظئري من يده، قالت: لأنت أعته منه وأجن، ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، ثم احتملوني وردوني إلى أهلي فأصبحت معرى مما فعل بي، وأصبح أثر الشق مابين صدري إلى منتهى عانتي كأنه شراك، فذلك حقيقة قولي وبدؤ شأني)).

فقال العامري: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أمرك حق، فأنبئني بأشياء أسألك عنها؟.

قال: ((سل عنك))، وكان يقول للسائلين قبل ذلك: ((سل عما بدا لك)).

فقال يومئذ للعامري: ((سل عنك)) فإنها لغة بني عامر، فكلمه بما يعرف.

فقال العامري: أخبرني يا ابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر؟.

قال: ((التمادي)).

قال: فهل ينفع البر بعد الفجور؟.

قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : ((نعم، إن التوبة تغسل الحوبة، وإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه عند البلاء)).

قال العامري: وكيف ذلك يا ابن عبد المطلب؟.

فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : ((ذلك بأن الله عز وجل يقول: لا أجمع لعبدي أبدا أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني في يوم أجمع فيه عبادي، وإن خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع فيه عبادي في حضرة القدس؛ فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق)).

مخ ۱۱۹