أَلا لَا أرى على الْمنون مُسلما ... وَلَا بَاقِيا إِلَّا لَهُ الْمَوْت مرْصدًا
رَأَيْت الحبيب لَا يملُّ حَدِيثه ... وَلَا ينفع المشنوء أَن يتوددا
" أخبرنَا ": أَبُو الْحَسَنِ عليُّ بْنُ سُلَيْمَان وَأَبُو إِسْحَاق الزّجاج عَن أبي الْعَبَّاس بن مُحَمَّد يزِيد الْمبرد قَالَ: ثبتَتْ الرِّوَايَات وَالْأَخْبَار أَن ليلِي الأخيلية لم تكن امْرَأَة تَوْبَة بْن الْحمير ولاأخته، وَلَا كَانَ بَينهمَا نسبٌ شابك، إلاَّ أَنَّهُمَا كَانَا جَمِيعًا من بني عقيل بْن كَعْب بْن ربيعَة بْن عَامر بْن صعصعة، وَكَانَ يُحِبهَا وتحبه، فأقاما على حبٍّ عفيفٍ دهرا وَتلك السّنة فِي عشاق بني عذرة وَغَيرهم، إِلَى أَن قتل تَوْبَة. وَكَانَ سَبَب قَتله إِنَّه كَانَ يَطْلُبهُ بَنو عَوْف فأحسُّوا قدومه من سَفَره فَأتوهُ طروقا وَبَينه وَبَين الْحَيّ مسيرَة ليلةٍ، وَمَعَهُ أَخُوهُ عَبْد اللَّه ومولاه قَابض، فهربا وأسلماه فَفِي ذَلِك تَقول ليلِي:
دَعَا قَابِضا والمرهفات تنوشه ... فقبحت مدعوا ولبيك دَاعيا
1 / 77