امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
ما شاء الله، توكلت على الله الذي لا إله إلا هو، حي بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان له أين، ، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا قوي بعد ما كون، ولا كان ضعيفا قبل أن يكون، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع، ولا خلوا من الملك قبل أنشائه، ولا يكون خلوا بعد ذهابه، كان إلاها حيا بلا حياة، وملكا قبل أن ينشيء شيئا، ومالكا بعد إنشائه، وليس يكون له كيف، ولا أين، ولا له حد يعرف، ولا شيء يشبهه، ولكن سميع بلا سمع، وبصير بغير بصر، وقوي بغير قوة من خلقه، لا تدركه حدق الناظرين، ولا يحيط به سمع السامعين، إذا أراد شيئا كان بلا مشاورة ولا مظاهرة، ولا يسأل أحدا عن شيء خلقه، وأراده {ولا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير}، العلي الجبار.
أيتها الأمة المخدوعة، انخدعت، وعرفت خديعة من خدعها، فأصرت على ما عرفت، واتبعت أهواءها، وضربت في عشوى غوايتها، وقد استبان لها الحق، فصدت عنه، والطريق الواضح فتنكبته، أما والذي فلق الحبة، وبرء النسمة، لو اقتبستم العلم من موضعه، وشربتم الماء بعذوبته، وأخذتم من الطريق واضحه، لأنهجت لكم السبل، وبدت لكم الأعلام، ولأكلتم رغدا، ولا عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكنكم سلكتم سبل الظلام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها، وسدت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأفواهكم، فاختلفتم في دينكم، فافتيتم في دين الله بغير علم، واتبعتم الغواة فأغوتكم ، وتركتم الأئمة فتركوكم، فإذا حزب الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا انبؤوكم، قلتم: هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه، ونبذتموه، وخالفتموه، رويدا عما قليل تحصدون غب ما تزرعون، وتجدون وخيم ما اجترحتم، وينزل بكم ما وعدتم، كما نزل بالأمم قبلكم، وإلى الله غدا تصيرون، وسيسألكم الله عن أئمتكم، والحمد لله رب العالمين.
مخ ۲۴۲