232

أيها الناس، خط الموت على بني آدم، كخط القلادة على جيد الفتاة، ما أولعني بالشوق إلى أسلافي، إشتياق يعقوب عليه السلام إلى يوسف وأخيه، وإن لي مصرعا أنا لاقيه، كأني أنظر إلى أوصالي تقطعها وحوش الفلوات غبرا وعفرا(1)، قد ملأت مني أكراشها، رضا الله رضانا أهل البيت،نصبر على بلاءه ليوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله حرمته وعترته، ولن تفارقه أعضاؤه، وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقربهم عينه، وتنجز لهم عدته، من كان فينا باذلا مهجته فليرحل، فإني راحل غدا إن شاء الله.

ثم نهض إلى عدوه، فاستشهد صلوات الله عليهم.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال: حدثنا أحمد بن علي الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، يذكر أن إبراهيم بن سليمان بن حدثهم، عن علي بن أسباط المصري، قال: حدثنا الحسن بن علي البكري، عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله الأزدي،

عن أبيه، قال: سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام، يخطب بهذه الخطبة، يقول:

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمت والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، لا نشرك بالله شيئا ولا نتخذ من دونه إلها ولا وليا، والحمد لله الذي لا مقنوط من رحمته، ولا مخلو من نعمته، ولا مستنكف عن عبادته، بكلماته قامت السماوات واستقرت الأرضون، وثبتت الجبال الرواسي، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جو السماء السحاب، وقامت على حدودها البحار، قاهر يخضع له المتعززون، ويذل طوعا وكرها له العالمون، نحمده كما حمد نفسه، وكما هو أهله، ونستعينه ونستغفره.

مخ ۲۳۳