62

التائهون

التيه والمخرج

خپرندوی

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الجيزة - مصر

ژانرونه

قال: بـ «أين الله؟» قلت: أليس هذا سؤالًا سأله سيدنا، وحبيبنا، وإمامنا، وزعيمكم، وزعيمنا -على تعبير بعض إخواننا- وَمَنْ أُمِرْنَا باتِّبَاعِهِ؟ قال: باختصار، أيُّ شيء يضرنا في قيام الدولة الإسلامية إِنْ كان الله فوق أو تحت؟ ! المهم قيام الدولة ... فَبُهِتُّ ... ثم قلت: وأي شيء يضرنا إن كان لله ولد، أو ليس له ولد؟ ! المهم قيام الدولة. فَبُهِتَ ... وانصرفنا ... وبعد فترة من الزمن لَقِيتُهُ .. فقلت له: لَمْ تخبرني عن عقيدتك في العرش، أهو في السماء، أم في الأرض؟ قال: بل في السماء. قلت: العرش خالق أم مخلوق؟ قال غاضبًا: سبحان الله، إني مُسْلِمٌ .. العرش مخلوق ... قلت: هل الخالق فوق المخلوق، أم المخلوق فوق الخالق؟ فَبُهِتَ .. وانصرف ... وحتى نجيب عن تلك التساؤلات، نبين النقطة الثانية، وهي: ما هو التوحيد؟ ليس التوحيد كلمة تُقَالُ، ولا شهادة -بلا معنى- تُرَدَّدُ، ولا عقيدة ساكنة في الصدر تُعْتَقَدُ، ولا عاطفة إيمانية تلتهب، ولا جزئيات تُبحث، أو خلافات في الفروع تُثار. إنه الإيمان بالله وحده، والخضوع له، والتسليم بأخباره، والعمل

1 / 62