157

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

وفي حديث العرباض بن سارية أمر الرسول ﷺ بالتمسك بالإسلام، وطاعة الإمام، والتزام سنة الرسول ﷺ وسنة خلفائه الراشدين المهديين من بعده، فقد روى عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية يقول: " وعظنا رسول الله ﷺ موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: " تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة، وإن عبدًا حبشيًا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف، حيثما قيد ينقاد " (١) .
كيف يتصرف المسلم في الحروب التي تثور بين المسلمين:
أرشد الرسول ﷺ أمته إلى كيفية التصرف في مثل هذه الفتن التي تثور بين المسلمين، حيث يخفى الحق، وتضطرب الأمور، فقد دعا الرسول ﷺ إلى اجتناب الصراع والقتال في مثل هذه الحال، والاعتزال في مكان ناء، يرعى الرجل الغنم في قمم الجبال، أو يجاهد الأعداء على حدود الدولة المسلمة، فإن وصلت إليه سيوف المتحاربين، فقد أمر بأن يمتنع عن الدفاع عن نفسه، ولو كان في هذا هلاكه، فقد روى لنا أبو بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: " إنها ستكون فتن، ألا ثَمَّ ستكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان

(١) حديث صحيح، أخرجه ابن ماجة، والترمذي، وأحمد، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٢/٦٤٧)، حديث رقم (٩٣٧) .

1 / 172