130

المجالس الفقهية

المجالس الفقهية

خپرندوی

تكوين للدراسات والأبحاث - الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

د خپرونکي ځای

السعودية

ژانرونه

يعب الواحد منهم أن يقول فيما لا يدريه إنه لا يدريه، ولما سئل الشعبي (ت ١٠٤ هـ) عن مسألة فقال: لا أدري، قيل له: فبأي شيء تأخذون رزق السلطان؟ فقال: لأقول فيما لا أدري لا أدري (^١). قال أبو علي اليوسي (ت ١١٠٢ هـ): (وليس يزيل اسم العلم عن العالم تقصيره في الجواب عن مسألة يُسأل عنها أو أكثر، بل ولا جهله بذلك رأسًا) (^٢). وربما سئل المفتي عن مسألة فأرجأ الجواب عنها حتى يتأملها. قال ابن عبد الحكم: كان مالك (ت ١٧٩ هـ) إذا سئل عن المسألة قال للسائل: انصرف حتى أنظر فيها. فينصرف ويتردد فيها، فقلنا له في ذلك، فبكى وقال: إني أخاف أن يكون لي من المسائل يوم وأي يوم (^٣). ولما كان إلحاح المستفتين على المفتين كثيرًا تواطأت الوصية من أهل العلم بوجوب التريث، وأن ينظر المفتي في خلاص نفسه قبل خلاص غيره. قال ابن عمر ﵁: (إنكم تستفتوننا استفتاء قوم كأنا لا نُسأل عما نفتيكم به) (^٤). وقال ربيعة بن أبي عبد الرحمن (ت ١٣٦ هـ): قال لي ابن خلدة-وكان نعم القاضي-: (يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همتك أن تتخلص مما سألك عنه) (^٥). وقال ابن هرمز (ت ١٤٨ هـ): (ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري، حتى يكون ذلك أصلًا في أيديهم يفزعون إليه، إذا سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري) (^٦). وقال ابن عون (ت ١٥١ هـ): كنت عند القاسم بن محمد (ت ١٠٧ هـ) إذ جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه. فجعل الرجل يقول:

(^١) نشوار المحاضرة، التنوخي (٤/ ٧). (^٢) رسائل اليوسي (١/ ١٤٨). (^٣) ترتيب المدارك، القاضي عياض (١/ ١٣٦). (^٤) الفقيه والمتفقه، الخطيب البغدادي (٧١٣). (^٥) الفقيه والمتفقه، الخطيب البغدادي (٧١٤). (^٦) المعرفة والتاريخ، الفسوي (١/ ٦٥٥).

1 / 140