الله، کائنات او انسان: دیني فکرونو په تاریخ کې مختصرکتنې
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرونه
أعتقد أن العلاج الصيني بالإبر يرتكز على وجود هاتين القوتين! (ج):
هذا صحيح؛ ففي جسم كل كائن حي طاقة موجبة وطاقة سالبة متوازنتان بدقة، وتتحركان في قنوات غير مرئية، فإذا اختل هذا التوازن حصل المرض، ولكن غرز الإبر في هذه القنوات من شأنه أن يعيد التوازن إلى ما كان عليه. (س):
نأتي الآن إلى سؤال مركزي في موضوع الدين والحضارة وهو: هل الدين قوة دافعة للحضارة أم كابحة؟ (ج):
هذا يتوقف على أي دين نتحدث وعن المكان والزمان. ولكن دعني أقول إن الدين كان من حيث المبدأ قوة دافعة للحضارة؛ ففي العصور الحجرية كانت الأغنية الأولى دينية، وكذلك الإيقاع الأول والرقصة الأولى، وكان رجل الدين هو المفكر الأول والفيلسوف الأول، وهو الذي أنتج رسوم الكهوف والدمى العشتارية. وعندما استقر الإنسان في الأرض وخرج من كهوفه، كان رجل الدين هو من وضع التصميم المعماري للبيت الأول. لقد كانت هذه المؤسسة الدينية البدائية هي الأمينة على تراث الجماعة، وهي التي تضمن انتقاله من جيل إلى جيل. (س):
ولماذا تمتع رجل الدين بهذه المكانة المميزة؟ (ج):
لأنه كان بلا عمل، كل فرد في الجماعة كان يعمل من أجل تحصيل الرزق، صيدا كان أم زراعة وعناية بالماشية، أما هو فقد كان متفرغا للشأن الديني، والشأن الديني بطبيعته نشاط غير نفعي فيه علو على إيقاع الحياة اليومية. (س):
وهل استمرت الأمور على هذه الحال في العصور التاريخية؟ (ج):
وأكثر؛ فمع فجر المدنية في الشرق القديم ازدادت الثروة، وصار بمقدور اقتصاد الجماعة تفريغ عدد كبير من الكهنة لرعاية الشئون الدينية، فبنيت المعابد الضخمة التي صارت مراكز لإنتاج الثقافة. ومع اختراع الكتابة في وادي الرافدين الجنوبي جرى استخدامها لأغراض عملية، ثم في تدوين الأساطير، وهي الشكل الأول للأدب الإنساني الذي اتخذ منذ البداية الصيغة الشعرية. وبإمكاننا القول إن المراكز الدينية الضخمة التي تعطي الناظر إليها إحساسا بالجلال والجمال، والداخل إليها إحساسا بالرهبة الدينية وبالحضور الإلهي؛ مثل: معبد الكرنك ومعبد الأقصر في مصر، والمعابد ذات الأبراج المدرجة في سومر وبابل، كانت من تصميم الكهنة لأنهم هم الذين يعرفون تلك الصلة الحميمة بين فضاء العمارة وفضاءات الروح. وفي هذه المعابد جرى إنتاج الفنون البصرية؛ مثل المنحوتات البارزة، والتماثيل، والأختام الأسطوانية. وقد كانت الآلهة هي الموضوعات التي تناولتها فنون النحت، وعندما كان الملك موضوعا لها كان ذلك بصفته الدينية لا بصفته الدنيوية؛ فالفرعون المصري كان ابنا للإله رع، والملك السومري كان تجسيدا للإله دوموزي روح النبات، وكان يتزوج رمزيا من إنانا، إلهة خصب الأرض والكائنات الحية، في عيد رأس السنة. أما الأختام الأسطوانية فكانت موضوعاتها مستمدة من الأساطير الدينية؛ هذا الدور الرائد للدين في مجال النتاج الثقافي المادي وغير المادي، نستطيع التعرف عليه في بقية الثقافات بعيدا عن الشرق القديم، وإلى درجة يمكننا معها القول بأن 90 بالمائة من ميراث الإنسانية هو نتاج ذو صلة بالدين. (س):
لم تذكر شيئا عن المسرح، هناك من يقول بأنه ذو أصل ديني؟ (ج):
هذا صحيح؛ فقد ولدت الدراما من رحم الطقس الديني. لا سيما من الطقوس الدورية الكبرى التي كانت تقام مرة في كل عام في عيد الربيع الذي يؤشر إلى الدخول في سنة جديدة. وقد حفظت لنا نصوص بلاد الرافدين تفاصيل نسختين من هذه الطقوس، وهما النسخة السومرية وهي الأقدم، والنسخة البابلية وهي الأحدث؛ ففي أعياد الربيع السومرية كان الطقس يهدف إلى تجديد حياة الطبيعة من خلال إنشاد وتمثيل دورة حياة الإله دوموزي روح النبات وما جرى له مع حبيبته إنانا؛ فدوموزي يقع في حب إنانا ثم يتزوج الإلهان، ومن اتحادهما الجسدي تتجدد حياة الطبيعة والإنسان والحيوان، ولكن الموت صنو للحياة ووجهها الآخر، والطبيعة يجب أن تجدد نفسها بالموت والانبعاث إلى حياة غضة جديدة؛ ولذلك فإن العريس الإلهي يجب أن يموت، وعفاريت العالم الأسفل تنطلق في إثره وهو يهرب ويختبئ منها إلى أن تمسك به وتسومه أنواعا من العذاب قبل أن تقوده إلى عالم الموتى. وهنا يأخذ المحتفلون بإنشاد سلسلة من البكائيات على الإله الغائب تنتهي بانبعاثه من العالم الأسفل، وعودته إلى الحياة لتبدأ الطبيعة دورة جديدة.
ناپیژندل شوی مخ