الله، کائنات او انسان: دیني فکرونو په تاریخ کې مختصرکتنې
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرونه
حصل هذا الانتقال بشكل تدريجي خلال عصر النحاس، عندما أخذت القوة تكتسي برداء شخصي على مهل، واكتملت هذه العملية خلال الفترة الانتقالية من الألف الرابع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، عندما دخلت الحضارة في عصر البرونز؛ فخلال عصر النحاس أخذت كبرى القرى الزراعية تتحول إلى أشباه مدن، وخلال الفترة الانتقالية من عصر النحاس إلى عصر البرونز تحولت أشباه المدن إلى مدن حقيقية، وذلك في وادي الرافدين الأدنى أولا، ثم في مصر وسوريا بعد ذلك بقليل. وترافقت هذه النقلة مع اختراع الكتابة ودخول الحضارة في العصور التاريخية، وبذلك اكتملت الثورة الثانية في تاريخ الحضارة الإنسانية وهي الثورة المدينية
Urban Revolution . (س):
وماذا حصل خلال ذلك مما له علاقة بموضوعنا؟ (ج):
عندما كانت أشباه المدن تتحول إلى مدن وتتشكل مؤسساتها المدنية، ترافق هذا التحول مع حصول تغيرات عميقة في البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبشكل خاص فإننا نعزو إلى التحولات النوعية التي طرأت على مفهوم السلطة السياسية وأساليب ممارساتها دورا مهما في تكوين مفهوم جديد للسلطة على مستوى الكون، وظهور الآلهة التي تدير الكون كما يدير الحاكم المدينة.
لقد كانت جماعة الصيادين في العصور القديمة تعيش في مشاعية اقتصادية لا يملك الفرد فيها سوى أدواته الحجرية، أما نظامها السياسي فكان يقوم على اختيار زعيم غير متفرغ لمهام الرئاسة يمكن عزله واختيار غيره في أي وقت. وفي العصر الحجري الحديث كانت الأراضي الزراعية ملكا لجميع أسر القرية، وكان رجال القرية يشتركون في الزراعة والحصاد وتربية الماشية ثم يوزعون ناتج عملهم على الجميع بالتساوي. أما زعيم القرية فلم تختلف صلاحياته كثيرا عن صلاحيات زعيم جماعة الصيادين، وربما كانت شئون القرية تدار من قبل مجلس للشيوخ. أما الحياة الدينية فكان يشرف عليها ساحر القرية أو الشامان بمصطلحات الأنثروبولوجيا الحديثة، والذي كان يقود الطقوس الدينية لا سيما تلك الطقوس الخاصة بالتأثير في القوة من أجل إنزال المطر. هذا ونستنتج مما كشفت عنه التنقيبات الأثرية في مواقع العصر النيوليتي من بيوت ومقابر، عدم وجود تفاوت في الثروة أو المكانة الاجتماعية بين الأفراد.
ولكن الأمور أخذت بالتغير مع الاقتراب من فجر المدنية في منطقة الشرق القديم؛ فقد تحول المقام الديني البسيط إلى معبد كبير، وتحول الشامان إلى كاهن أعلى يساعده كهنة أدنى منه مرتبة، وبني قصر واسع للرئيس الذي تحول إلى ملك مطلق الصلاحيات يفرض سلطته على الجماعة بعد أن كان يستمدها منها، وظهر التملك الخاص للأرض ووسائل الإنتاج، وتنوعت الحرف اليدوية والاختصاصات. وهكذا نجد أن الفرد الذي لم يكن يشعر بالسلطة تمارس عليه من قبل أي جهة كانت عندما كان الجميع أحرارا ومتساوين، صار ينظر إلى الكون وكأنه نموذج عن المدينة ومحكوم ومسير بسلطة الحاكم، وتحولت القوة التلقائية التي كانت تتخلل العالم إلى سلطة ونظام سلطوي، وظهرت الآلهة كشخصيات ذات قوة حلت محل القوة البدئية. (س):
ولكن هل خرج الآلهة من خيال الإنسان بداعي هذه التحولات المادية فقط؟ ألم يكن لفكرة الإله المشخص من مرتكز موضوعي ساعد على ترسيخها إلى جانب تلك التغيرات الحاصلة في المجتمع؟ (ج):
لم يخرج الآلهة من خيال الإنسان فجأة، وفكرة الإله المشخص كانت تختمر فيما ندعوه في تاريخ الدين بمؤسسة عبادة الأسلاف، والجيل الأول من الآلهة كانوا أسلافا مقدسين جرت ترقيتهم إلى رتبة الآلهة . وتقوم مؤسسة عبادة الأسلاف على فكرة قديمة آمن بها الإنسان البدائي، وهي أن روح الميت بعد انتقالها من المستوى الدنيوي إلى المجال الماورائي المقدس، تكتسب قوة إضافية فوق ما لدى البشر، تجعلها قادرة على التأثير في حياتهم وعالمهم إما خيرا أو شرا. ومن هنا نشأت لدى المجتمعات البدائية طقوس تهدف إلى دفع شر الأرواح أو استجلاب رضاها. ولكن هذه الفكرة لم تتحول إلى مؤسسة فاعلة في الحياة الاجتماعية إلا مع بدايات العصر الحجري الحديث؛ ففي موقع تل المريبط على نهر الفرات عثر المنقبون على بقايا دفن تعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد، تدل على شواهد مبكرة لتقديس الأسلاف؛ فقد وجدت تحت أرضيات البيوت السكنية هياكل عظمية مدفونة دون جماجمها، أما الجماجم فقد فصلت وعرضت في الأعلى داخل المسكن على قواعد طينية كنوع من الأثاث الجنائزي المعروض باستمرار أمام أنظار الأحياء. وهذا يعني أن الإنسان النيوليتي كان يعتقد بأن جماجم بعض أسلافه المميزين كانت مستودعا لقوة ماورائية، وأن هؤلاء كان باستطاعتهم منح الخير والبركة للأحياء بعد مماتهم مثلما فعلوا خلال حياتهم.
خلال النصف الثاني من العصر النيوليتي حصل تطور لافت للنظر في طريقة عرض الجماجم داخل البيوت؛ ففي موقع أريحا عمد الإنسان إلى إعطاء ملامح للجماجم المعروضة في البيوت مستخدما في ذلك عجينة من كلس وطين، وملأ محاجر العينين بأصداف تعطي شكل البؤبؤ، ثم طلى الوجه بلون يماثل لون البشرة الحية، وأخيرا وضع الجمجمة على قاعدة طينية تشبه الجذع الإنساني، فبدا التكوين وكأنه تمثال نصفي للسلف، وكانت هذه الجماجم معروضة في مجموعات تتألف كل منها من جمجمتين أو أكثر، وقد وجدت هذه الشعائر الجنائزية في عدة مواقع نيوليتية أخرى لا سيما في موقع تل الرماد قرب دمشق.
وفي موقع شتال حيوك بسهل قونية الذي ازدهر في أواخر العصر النيوليتي، حصلت نقلة أدخلت جمجمة السلف إلى نطاق الحياة الدينية؛ حيث صرنا نرى الجماجم البشرية معروضة أسفل الحائط الذي علقت عليه رءوس الثيران كشارة مقدسة. ولكن كان على هؤلاء الأسلاف الذين دخلوا الحياة الدينية كعنصر ثانوي أن ينتظروا حتى أواخر العصر النحاسي لكي يتحولوا إلى آلهة ويحلوا محل الشارة المقدسة. (س):
ناپیژندل شوی مخ