الله، کائنات او انسان: دیني فکرونو په تاریخ کې مختصرکتنې
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
ژانرونه
كأنك هنا تنكر حصول الاستنارة! (ج):
بل أفسر آلياتها، ولماذا تختلف نتائجها من معلم إلى آخر. (س):
مصطلح السمسارا الذي ذكرته منذ قليل يحتاج إلى مزيد من الإيضاح. (ج):
لماذا؟ أعتقد أنني شرحت المصطلح في سياق حديثي عن الهندوسية. ومع ذلك لا بأس بالإعادة. هنالك عدة أفكار أخذتها الجاينية والبوذية من حاضنتها الثقافية الهندوسية؛ أولها عقيدة تناسخ الأرواح، يتبعها معتقد مرتبط بها أشد الارتباط هو الكارما، أو الفعل وجزاؤه. والكارما هو قانون يعمل بشكل آلي دون تدخل من قوة إلهية ما، وهو ينص على أن تصرفات الفرد وأفكاره وأقواله سيكون لها تبعات أخلاقية تحدد طبيعة تجسداته المقبلة مثلما تحدد تجسده الحالي بما تم من أفعال في حيواته السابقة؛ فالكارما الإيجابية تؤدي إلى حالة أرقى في سلم التجسدات، والكارما السلبية تؤدي إلى حالة أدنى. كما أن دورة حياة الفرد هذه مرتبطة بدورة كبرى تطال الكون برمته تدعى سمسارا، فالكون يفنى في كل دورة ثم يعود جديدا مرة أخرى، في زمن يدور على نفسه بلا بداية أو نهاية، ودون أن ينشد غاية أو يسعى إلى هدف. إلا أن الانعتاق، أو موكشا، من هذه الدورة ممكن التحقيق وهو بؤرة الحياة الدينية للهندوسي، إلا أن الطوائف الهندوسية مختلفة في كيفية تحقيق هذا الانعتاق، وفي الحالة التي تصير إليها الروح المتحررة بعد انعتاقها. (س):
ماذا أخذت الجاينية من هذه الأفكار، وماذا تركت؟ (ج):
لقد أخذت بها وفسرتها بشكل مختلف؛ فتعاليم الماها فيرا تقوم على الإيمان المطلق بالإنسان كسيد لنفسه، وبقدرته على الخلاص والانعتاق دون معونة من إله مخلص؛ لأن الآلهة خاضعة مثل البشر إلى دورة السمسارا ولا ترجى منها نعمة أو منة أو شفاعة؛ لأن عليها أن تعمل على إعتاق نفسها تماما مثل البشر. وللماها فيرا في هذا الموضوع قول مشهور: «يا أيها الإنسان، أنت صديق نفسك، فلماذا تبحث عن صديق خارج ذاتك؟» أما العالم فغير مخلوق من قبل ألوهة عليا، وهو أزلي قائم بذاته، وخاضع لمبادئه الخاصة، وهو يتألف من مكونين اثنين هما عالم المادة وعالم الروح. يتألف عالم المادة من ذرات دقيقة جدا، تتجمع وفق أنماط مختلفة، تنتج صنوف المادة المتنوعة من الهواء والماء والمعدن وما إلى ذلك، وهي تتدرج في الكثافة من المواد الشديدة الصلابة إلى المواد الخفيفة التي لا تستطيع حواس الإنسان تبينها لرقتها وشفافيتها، وأكثر هذه المواد رقة مادة الكارما التي تترسب على الأرواح نتيجة أعمالها السيئة. أما عالم الروح فهو مجموع الأرواح المنبثة في الكائنات الحية، وهو عالم حسن على عكس عالم المادة السيئ، والأرواح خيرة بطبيعتها إلا أن ما تجنيه من أعمال سيئة يؤدي إلى تداخل عالم المادة بعالم الروح، وتلتصق الكارما بروح الفرد فتغلفها وتجعلها ثقيلة، وهذا ما يؤدي بها إلى تقمصات أدنى في دورة الميلاد والموت. وكلما كانت المادة التي غلفت الروح قليلة، صارت خفيفة بما يكفي لدخولها في تقمصات أعلى، إلى أن تغدو كينونة متحررة إلى الأبد، وتنتقل إلى القسم الأعلى من الكون الذي له شكل إنسان؛ حيث تعيش في عالم البركة في سلام أبدي دون أن تفقد فرديتها . (س):
نحن هنا أمام بواكير النظرية الذرية في تفسير المادة، أليس كذلك؟ (ج):
هذا صحيح؛ فلقد سبق مؤسس الجاينية بنحو قرن فلاسفة اليونان الذين قالوا بهذه النظرية، ثم جاء بعد ذلك اليوناني لوكيبوس الذي كان رائد هذه النظرية في الغرب، وبعده تلميذه ديمقريطوس (460-370ق.م)، الذي عاصر سقراط وكان أكبر منه سنا؛ فالذرة عند ديمقريطوس هي الجزء الذي لا يتجزأ من المادة، وهي أزلية غير مخلوقة، ومتحركة بذاتها. والذرات تتشابه من حيث طبيعة مادتها وعدم قبولها للتجزئة، ولكن الأشياء التي تتركب من هذه الذرات مختلفة بسبب اختلاف مقدار الذرات الداخلة في تركيبها وطريقة ترتيبها؛ فباتحاد الذرات ينشأ الكون، وبافتراقها يئول إلى فساد، ولكن ديمقريطوس لا يميز بين المادة والروح على طريقة الماها فيرا؛ لأنه لم يكن يؤسس دينا، وهو يرى أن الروح مادية أيضا، وتتألف من ذرات كروية تستطيع النفاذ في الأشياء. (س):
ما هي الوسائل العملية التي توصل الجايني إلى الانعتاق؟ (ج):
هنالك طريقة الحياة القائمة على الزهد والتنسك، وعدم اقتناء الممتلكات المادية، والصوم وفقا لقواعد مدروسة من شأنها تهذيب النفس وعدم إتلاف الجسد. ويجب أن يترافق ذلك مع ممارسة الاستغراق الباطني/
ناپیژندل شوی مخ