الجهاد في سبيل الله تعالى
الجهاد في سبيل الله تعالى
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
قال فيها: مررت على رسول الله ﷺ منهزمًا (١)، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله: «لقد رأى ابن الأكوع فزعًا»، فلما غشوا رسول الله ﷺ نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوه القوم فقال: «شاهت الوجوه» (٢)، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولّوا مدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسول الله ﷺ غنائمهم بين المسلمين» (٣)، وقد ثبت أن النبي ﷺ غزا تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن (٤)، بل ذكر النووي – ﵀ – وغيره أنه كان عدد سراياه ﷺ التي بعثها ستًّا وخمسين سرية، وسبعًا وعشرين غزوة، وقاتل في تسع من غزواته (٥).
وهكذا أصحابه ﵃ ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان، فينبغي للمجاهدين أن يقتدوا بنبيهم ﷺ، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (٦).
_________
(١) قال العلماء: قوله: «منهزمًا» حال من ابن الأكوع، وليس النبي ﷺ، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٣٦٤.
(٢) شاهت الوجوه: أي قبحت، والله أعلم. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٣٦٥.
(٣) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، برقم ١٧٧٧.
(٤) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي ﷺ، برقم ١٨١٤.
(٥) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٤٣٦، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير، ٣/ ٢٤١، و٥/ ٢١٦ - ٢١٧، وزاد المعاد لابن القيم، ٣/ ٥.
(٦) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
1 / 62