لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
وروى الفقيه العالم أحمد بن موسى الطبري أيضا أن عليا عليه السلام خطب خطبة لما بلغه كلام من يقول: أنه سكت عنهم ورضي بفعلهم فقال: {ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}[الأحزاب:69]،{ وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور، ولا الظل ولا الحرور}[فاطر:19-21]، ولا يستوي الأحياء ولا الأموات، ولا الأجاج ولا العذب الفرات، فما بال أقوام يزعمون أن أمري وأمر من خالفني واحد، لعمري لقد كنا كذلك برهة من الدهر، وقديما من الأمر، وكانوا أسعد(1) بذلك لو أتموا، ورشد لو استقاموا، ولكان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، إلى قوله: وإن طريقي لغير طريقهم، لا أنا أطلب من الدهر ما يطلبون، ولا هم ما دعوتهم إليه راغبون، لاحين في طاعتهم ولاحين في عملهم، إلى قوله عليه السلام: وأما حين ميلهم فاستغنوا بالجهل عن العلم، واستبدلوا أفسح الرأي، فلا موافقين أبرارا ولا مخالفين أحرارا، إلى [أن] باينوا بالمعصية والخلاف، فلم يك مع الإختلاف ائتلاف، فلما باينوا بالفرقة بعد الخلة، ومالوا عن طريق الملة، وليناهم ما تولوا، واعتزلناهم وما يقولون، فلم نكافهم بقول ولا فعل، وأوينا إلى طود من الدعوة رفيع، وكهف من العصمة منيع كراهة للخلفة، وتباعدا عن الفرقة، فاتبعوا بالحقود بغيا وعدوانا كأني لم ازل لهم عدوا، فكم من رحم مقطوع، وحق ممنوع نطق الشيطان على لسان المستهزئين، واستوسق الغي بمقام المزخرفين، يستفرونا من الأرض ويزيلونا عن مذاهب الفرض، فمنعنا عما يراد بنا حفاظ قول الله تعالى: {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا}[الكهف:20]، فرأيت أن الموت على الدين أنجى وإن لم نجد إلى الحياة ملجى، فاستعصم بنا مقام الصبر لم نقطع الرجا من الله في تمام الأمر، فصبرنا وصوبرنا، واعتصمنا واعتصم بنا، إلى آخر الخطبة وهي طويلة.
ولأمير المؤمنين عليه السلام من التوجع من أعمالهم والإستعداء إلى الله وإلى الناس من أفقالهم، ما يكثر شرحه، ويطول ذكره منذ مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن لحق به عليه السلام، لا ينكر ذلك أحد، وكان عليه السلام يردد قول هارون لأخيه موسى -عليهما السلام-: {قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}[الأعراف:150]، فلينظر المنصف إلى كلامه عليه السلام فإنه صريح(1) في عدم المصافاة والموادة، متضمن للذم والطعن، فهل تظنن أنه عليه السلام يذم المؤمنين، ويوغر صدورهم، ويحمل لهم الغل، ويظن يهم ظن السوء، وقد قال الله سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون، ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}[الحجرات:11،12]
فإن قيل: فكيف كان حكم علي عليه السلام معهم في المحاربة والصلاة وقبول ما أعطوه السبي وغيره؟
قلنا: أما المحاربة فلم يرو أحد من الأمة أنه خرج معهم في حرب قط.
مخ ۳۷۶