لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
قال ابن أبي الحديد: قلت وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة، ووجدت أيضا كثيرا منها في أبي كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية وهو الكتاب المعروف بكتاب (الإنصاف)، وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي موجودا. انتهى.
وقال في (نهج البلاغة) أيضا عنه عليه السلام وقد أشير عليه بأن لا يتبع طلحة والزبير، والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم حتى يصل اليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكني ضربت بالمقبل إلى الحق المدبر عنه، وبالسامع المطيع، العاصي المريب أبدا، حتى يأتي علي يومي هذا [فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي، مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى يوم الناس هذا](1).
وفي (نهج البلاغة) أيضا من كتاب له عليه السلام إلى أهل (مصر) مع مالك الأشتر لما ولاه إمارتها: فلما مضى صلى الله عليه وآله وسلم تنازع لأمر المسلمون من بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي، ولا يخطر على بالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل بيته، (ولا أنهم منحوه عني من بعده)(2)، فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محو دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم هذه التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان [كما](3) يزول السراب، أو كما ينقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه.
مخ ۳۷۳