لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
يمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب وقال بن أبي الحديد: قال البراء بن عازب: كنت لبني هاشم محبا، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خفت أن يتمالا (قريش) على إخراج هذا الأمر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحجرة، واتفقد وجوه (قريش) فإني لكذلك(1) إذ فقدت أبا بكر وعمر، وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل(2) آخر يقول: قد بويع [أبو بكر، فلم ألبث وإذا أنا] (3) بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر، وأبو عبيدة، وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خطبوه وقدموه، فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق فضربت عليهم ضربا عنيفا وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة، فقال العباس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني، فكنت ندما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد، وسلمان، وأبا ذر، وعبادة بن الصامت، وأبا الهيثم بن التيهان، وحذيفة، وعمار، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين، وبلغ ذلك أبا بكر وعمر فأرسلا إلى أبي عبيدة، وإلى المغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي فقال المغيرة: الرأي أن تلقوا العباس فتجعلوا له ولولده في هذا الأمر نصيبا لتقطعوا بذلك ناحية علي بن أبي طالب، فأنطلق أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، والمغيرة، حتى دخلوا على العباس وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد أبو بكر الله ثم أثنا عليه [وقال](4): إن الله إبتعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نبيا وللمؤمنين واليا، فمن الله عليهم بكونه بين ظهرانيهم حتى اختار له ما عنده فخلا على الناس أمورهم ليختاروا لأنفسهم متفقين غيرمختلفين، فاختاروني [عليهم](1) واليا، ولإمورهم راعيا، فتوليت ذلك وما أخاف بعون الله وتسديده وهنا(2) ولا حيرة، ولا جبنا، {وما توفيقي إلا بالله}[هود:88]، وما أنفك يبلغني عن طاعن يقول بخلاف عامة المسلمين، فإما دخلتم فيما دخل [فيه](3) الناس، أو صرفتموهم عما مالوا إليه، فقد جيئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا، ولمن بعدك من عقبك، إذ كنت عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكان أهلك ثم عدلوا بهذا الأمر، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا ومنكم، فاعترض كلامه عمر وخرج إلى مذهبه في الخشونة، والوعيد، وإتيان الأمر من أصعب جهاته فقال: أي والله إنا لم نأتك حاجة إليكم ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما أجمع عليه المسلمون منكم فيتفاقم الخطب بكم وبهم، فانظروا لأنفسكم ووسكت، فتكلم العباس فحمد الله وأثنا عليه ثم قال: إن الله ابتعث محمدا نبيا كما وصفت ووليا للمؤمنين، فمن الله به على أمته ثم اختار له ما عنده فخلا الناس على أمرهم يختارون لأنفسهم مصيبين للحق لا مائلين زيغ الهوى، فإن كنت برسول الله طلبت: فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين أخذت: فنحن منهم ما تقدمنا في أمركم فرطا، ولا حللنا وسطا، ولا نزحنا شططا فإن كان هذا الأمر يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين، وما بعد قولك أنهم طعنوا عليك من قولك إنهم مالوا إليك، وأما ما بذلت [لنا](4)، فإن يكن حقك أعطيتنا فأمسكه عليك، وإن يكن حق المؤمنين فليس لك أن تحكم فيه، وإن يكن حقنا لم نرض منك ببعضه دون بعض، وما قول هذا، [أروم] (5) صرفك عما دخلت فيه، ولكن للحجة نصيبها من البيان، وأما قولك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا ومنكم، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها، وأنتم جيرانها، وأما قولك يا عمر أنك تخاف الناس علينا، فهذا الذي قدمتموه أول ذلك والله المستعان، انتهى.
قلت: وقول العباس فخلا الناس على أمرهم يختارون لأنفسهم إن صح في الرواية، فهو من مجاراة الخصم وإن لم يعتقده العباس؛ لأنه قد روى عنه ابنه عبد الله بن العباس إنه كان يقول: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل الإمامة بعده لعلي عليه السلام بالنص الواضح حيث قال عمر لعبد الله بن العباس: إن عم أن رسول الله جعلها له يعني عليا عليه السلام فقال عبد الله بن العباس: نعم وأزيدك، سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق، رواه ابن أبي الحديد أيضا.
واعلم أن مسألة الإمامة وتقدم الصحابة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- من مسائل اصول الدين، وليس هذا موضع ذكرها إلا أنه ينبغي ذكر طرف مما يتعلق بقوله: حيف جرى.. إلى آخره فنقول:
الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علي عليه السلام بلا فصل للأدلة المعلومة من الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}[المائدة:55] الآية، وقوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت }[الأحزاب:33] وغير ذلك.
مخ ۳۲۸