لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
قلت: وقد استوفى البخاري القصة، ومنها: ثم جاء نسوة مؤمنات، فأنزل الله عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن}[الممتحنة:10] حتى بلغ: {بعصم الكوافر} فطلق عمر يومئذ أمرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أمية، ثم رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى (المدينة)، فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: نعهد الذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا (ذا الحليفة) فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا جيدا، فاستله الآخر وقال: أجل، والله إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه بيده فضربه حتى برد، وفر الآخر حتى أتى (المدينة) فدخل المسجد يعدوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رآه: ((لقد رأى هذا ذعرا))، فلما انتهى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى الله ذمتك، قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم، قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ويل أمه إنه مسعر حرب لو كان له أحد))، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى (سيف البحر)، وانفلت أبو جندل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى (الشام ) إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- إليهم، فأنزل الله عز وجل: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم}[الفتح:24] حتى بلغ: {حمية الجاهلية}، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم(1) وبين البيت، انتهى ما [ذكره](2) في البخاري.
قال ابن بهران: ولما تم الصلح أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينحر الهدي، ويحلقوا رؤوسهم، ويحلوا من إحرامهم، فشق ذلك عليهم، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هديه فنحره ثم دعى الحلاق فحلق رأسه، فلما رأى المسلمون ذلك نحروا هديهم وحلقوا رؤوسهم، وأقام صلى الله عليه وآله وسلم بالحديبية بضعة عشر يوما، وقيل: عشرين يوما ثم انصرف، فلما بلغ (عسفان) أرمل المسلمون من الزاد، فأمر هم- صلى الله عليه وآله وسلم- بجمع ما بقي معهم فكان منهم من يأتي بالكف من السويق والدقيق، ومنهم من يأتي بالقبضة من التمر أو التمرة الواحدة، ومنهم من لم يأت بشئ، فاجتمع من ذلك شيئ قليل، فدعا - صلى الله عليه وآله وسلم- بالبركة، ثم قال: ((هاتوا أوعيتكم)) فكان الرجل يأخذ حتى يملأ وعاه ثم أذن صلى الله عليه وآله وسلم بالرحيل، وأنزل الله عز وجل سورة الفتح فقرأها صلى الله عليه وآله وسلم على الناس ب(كراع العميم)، ثم سار حتى بلغ (المدينة)، وكان المسلمون قد كرهوا الصلح وداخلهم منه أمر عظيم؛ لأنهم خرجوا وهم لا يشكون في الفتح فجعل الله سبحانه عاقبة ذلك خيرا، فأسلم في الهدنة أكثر ممن كان أسلم من يوم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الحديبية، وما كان في الإسلام فتح أعظم من الحديبية، فإن الحرب قد كانت حجزت بين الناس، فلما كانت الهدنة أمن الناس، وأسلم فيها صناديد قريش الذين كانوا يقومون بنصر الشرك كخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأشباههما، وفشى الإسلام في جميع العرب، وكانت الهدنة إلى أن نقض المشركون العهد اثنين وعشرين شهرا.
مخ ۲۳۵