لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أجلى بني النضير سار بعضهم إلى (خيبر) ومنهم حيي بن أخطب، وكنانة بن أبي الحقيق وغيرهما فخرجوا إلى قريش فحالفوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتعدوا لوقت وقتوه ثم خرجوا إلى (غطفان) وجعلوا لهم ثمر (خيبر) سنة، وأتو بني سليم فوعدوهم الخروج معهم فخرجت قريش ومن تبعها في أربعة الآف ومعهم ثلاثمائة فرس، وخمسمائة بعير، ولقيهم بنو سليم في سبعمائة، وخرجت بنو أسد، وخرجت فزارة في ألف، وأشجع في أربعمائة، وبنو مرة في أربعمائة، وكانوا عشرة الآف، وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- الخبر فندب الناس وأمرهم بحفر الخندق، وحفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده حتى أغبر بطنه، وروي حتى وارى عناء الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر، وكان سلمان الفارسي يعمل كعمل عشرة، فتنافس فيه المسلمون، فقال المهاجرون: هو منا، وقال الأنصار: هو منا، فقال -صلى الله عليه آله-: ((سلمان منا أهل البيت)) واعترض في الخندق حجر صلد فضربه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمعول ثلاث ضربات يبرق في كل ضربة برقة وانكسر الحجر في الثالثة، وقال -ضلى الله عليه وآله-: ((إني رأيت في الأولى قصور اليمن، ورأيت في الثانية قصور الشام، ورأيت في الثالثة قصر كسرى الأبيض)) وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن(1) سيتفتح على أمته جميع ذلك الخبر، ولما كمل الخندق في ستة أيام صارت (المدينة) كالحصن، ورفع المسلمون النساء والأطفال إلى الآطام، وعسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمسلمين وهم ثلاثة الآف، وقيل تسعمائة، وجعل ظهره إلى سلع والخندق أمامه، ثم أن بني قريظة نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وظاهروا المشركين فاشتد الخوف بالمسلمين وعظم البلاء وزلزلوا زلزالا شديدا كما حكى الله سبحانه، ونجم النفاق يومئذ، وجعل المسلمون يحرسون (المدينة) والخندق بالليل، وكان الخوف على الذراري بالمدينة من بني قريظة أشد [من](1) الخوف من قريش و(غطفان)، وجعل المشركون يطوفون بالخندق جتى أتوا مكانا ضيقا أغفله المسلمون، فعبره(2) جماعة منهم عمرو بن عبد ود العامري، وعكرمة بن أبي جهل، ونوفل بن عبد الله المخزومي، وضرار بن الخطاب، وهبيرة بن أبي وهب، وقام سائرهم من وراء الخندق، فدعا عمرو بن عبد ود إلى البراز وكان قد بلغ تسعين سنة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام، فأعطاه سيفه وعممه بيده المباركة، وقال: ((اللهم ، أعنه عليه)) فخرج إليه وهو راجل وعمرو فارس، فلم يكن بأسرع من أن قتله، وقال علي عليه السلام حين قتله:
أعلي يقتحم الفوارس هكذا
اليوم تمنعني الفرار حفيضتي
الا ابن عبد حين شد إلية
ألا يصد ولا يهلل فالتقى
وعففت عن أثوابه ولو أنني ... عني وعنهم أخبرو(3) أصحابي
ومصمم في الهام ليس بنابي
وحلفت فاستمعوا من الكذاب
رجلان يضطربان أي ضراب
كنت المقطر بزني أثوابي
قال في (الروض الأنف): ووقع في مغازي ابن إسحاق [في غير رواية ابن هشام عن البكائي فيها زيادة حسنة رأيت أن أورد هاهنا تتميما للخبر.
مخ ۲۱۷