هَل لكَ، والعائضُ مِنكَ عائضُ،
في هَجْمةٍ، يُسئرُ مِنها القابِضُ؟
ألا ترَى أنّه لا يَضبِطُها من كثرتِها؟ وقالَ أفّارُ: بلِ الهَجْمةُ: ما بينَ السَّبعينَ إلى دُوَينِ المائةِ.
والحَرَجةُ: مائةٌ وما فُوَيقَ ذلكَ.
وأمّا هُنَيدةُ -وهيَ على تقديرِ التّصغيرِ ولا تكبيرَ لها، وهيَ بغيرِ ألفٍ ولامٍ، لأنّها معرفةٌ. وذلكَ أنّها اسمٌ للمائةِ ودُوَينَ المائةِ وفُوَيقَ المائةِ- فلا تَنصرفُ بمنزلةِ أُسامةَ اسمٌ للأسدِ. فإذا جعلُوها نكرةً نوَّنُوا.
والكَوْرُ: خمسونَ ومائةٌ. والأكوارُ: جمعُ كَورٍ. فهنّ أكثرُ منَ الكَورِ، ثلاثُ مرّاتٍ أقلُّ ذلكَ.
والعَرْجُ: مائةٌ وخمسونَ وفُوَيقَ ذلكَ. والأعراجُ: جمعُ عَرْجٍ. فهيَ أكثرُ منَ العرجِ، ثلاثُ مرّاتٍ أقلُّ ذلكَ.
والحَوْمُ: أكثرُ منَ المائةِ. قالَ: وقالَ أفّارٌ: أكثرُه إلى الألفِ.
والدِّبْرُ: ما لا يُدرَى ما هوَ، من كَثرتِه؟ وكذلكَ الدَّثْرُ بمنزلةِ الدِّبْرِ -دالُ الدَّثْرِ مفتوحةٌ، ودالُ الدِّبْرِ مكسورةٌ- كقولِ الرّاجزِ:
ما لَيسَ يُحصَى، مِن سَوامٍ، دِبْرِ
مِثلِ الهِضابِ، عَكَنانٍ، دَثْرِ
وكذلكَ العَكَنانُ بمنزلةِ الدِّبْرِ والدَّثْرِ.
والبَرْكُ يقعُ على جميع ما بَرَكَ، من جميعِ الجمالِ والنوقِ، على الماءِ أو بالفلاةِ، من حَرِّ الشّمسِ أو الشِّبَعِ. والواحدُ: بارِكٌ، والواحدةُ: بارِكةٌ. على تقديرِ تاجرٍ وتاجرةٍ، والجمعُ: تَجْرٌ. كقولِ الشّاعرِ:
أثارَ لَهُ، مِن جانِبِ البَرْكِ، غُدْوةً هُنَيدةَ، يَحدُوها إلَيهِ حُداتُها
وقولِه:
بَرْكٌ، هُجُودٌ بِفَلاةٍ، قَفْرِ
أحمَى عليها الشَّمسَ أبْتُ الجَمْرِ
أبتُ الجمرِ: شِدّةُ الحرِّ بِلا ريحٍ.
قالَ أبو الحسنِ: وهذا البيتُ إن شئتَ رفعتَ فيه الشّمسَ ونصبتَ الأبتَ، وإن شئتَ نصبتَ الشّمسَ ورفعتَ الأبتَ. وهوَ أوجَهُ. وإنّما المعنى أنّ الأبتَ -وهوَ سكونُ الرِّيحِ- زادَ الشّمسَ حرًّا فهوَ
1 / 46