کتاب الالفاظ د ابن السکیت لخوا

ابن سکیت d. 244 AH

کتاب الالفاظ د ابن السکیت لخوا

كتاب الألفاظ لابن السكيت

پوهندوی

د. فخر الدين قباوة

خپرندوی

مكتبة لبنان ناشرون

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٩٨م

ژانرونه

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمّد حدّثنَا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ البغداذيُّ، قالَ: ناولَني هذا الكتابَ أبو جعفرٍ الغالبيٌّ مُناولةً، وقالَ لي: هذا الكتابُ هوَ بخطّي، وأنا صحّحتُه لصاحبه. واستمللتُ هذا الكتابَ على ابنِ كَيسانَ مجلسًا مجلسًا، وقالَ لي ابنُ كَيسانَ: قرأتُ هذا الكتابَ على أبي العبّاسِ ثعلبٍ، وسمعتُ ابنَ بُكيرٍ يقرؤُه عليه. قالَ أبو عليٍّ: وقرأتُه بعدَ ذلكَ على المطرِّزِ أبي عُمرَ عن أحمدَ بنِ يحيَى، وسمعتُه أيضًا على أبي بكرٍ يقرؤه عليه مكيٌّ الزَّنجانيُّ، وأنا أنظرُ في كتابِه، وقالَ لي أبو بكرٍ: حدّثَني بهذا الكتابِ أبي عن ابن رُستُمَ

1 / 3

عن يعقوبَ. وهذا الكتابُ بخطِّ يدِ أبي. وحدّثَنا أبو الحسن بنُ كيسانَ النحويُّ ﵀ إملاءً، قالَ: قرأتُ على أحمدَ بنِ يحيى، وسمعتُ هذا الكتابَ، يقرؤُه عليه ابنُ بُكيرٍ من أوّلِه إلى آخرِه، وأنا أنظرُ في نسختي هذه:

1 / 4

١ - باب الغِنى والخِصب قال الأصمعيُّ: يُقالُ: إنّه لمُكثِرٌ، وإنّه لمُثْرٍ، يا هذا. وقد أثرَى فُلانٌ، إذا كثُرَ مالُه، يُثِري إثراءً. ويقالُ: ثَرا بنُو فُلانٍ بَني فُلانٍ، إذا صارُوا أكثرَ منهم، يَثرُونهم ثَرْوةً. وكَثَرَ بنُو فُلانٍ بَنِي فُلانٍ: إذا صارُوا أكثرَ منهم. ويُقال: إنّه لذو ثَراءٍ، وذو ثَرْوةٍ. يُرادُ به: لذو عددٍ وكثرةِ مالٍ. قال تميمُ بن أُبيِّ بنِ مُقبلٍ: وثَرْوةٌ، مِن رِجالٍ، لَو رأيتَهُمُ لَقُلتَ: إحدَى حِراجِ الجَرِّ، مِن أُقُرِ ثروةٌ أي: عددٌ كثيرٌ من مالٍ أو ناسٍ. ويُروى: "وثَورةٌ مِن رِجالٍ". قالَ: فالثَّورةُ: الرجالُ يَثورونَ. والثَّروةُ: منَ المالِ عن ابنِ الأعرابيِّ. والحِراجُ: جمعُ حَرَجةٍ. وهو شجرٌ مُلتفُّ كثير. وقال الباهليُّ: الحِراجُ: أصولُ الشَّجرِ. والجَرُّ: أسفلُ الجبلِ. وكلُّ ما غلُظَ في أسفلِ جبلٍ فهوَ جرٌّ. ويُروى: "حِراجِ الجَوِّ". والجوُّ: البطنُ. وأُقُرٌ: جبلٌ ببلادِ غَطَفانَ. وقالَ حاتمُ طيّئٍ: أماوِيَّ، ما يُغنِي الثَّراءُ عَنِ الفَتَى إذا حَشرَجَتْ يَومًا، وضاقَ بِها الصَّدرُ ويقال: إنّه لذو وَفْرٍ وذو دَثْرٍ. ويقال: قد استَوثَجَ منَ المالِ

1 / 5

واستَوثَنَ، إذا استكثَرَ. ويقال: إنّه لمُتْرِبٌ. قالَ أبو عُبيدةَ: له مالٌ مثلُ التُّرابِ كثرةً. قالَ: ومِثلُها أثرَى. وهو ما فوقَ الاستغناءِ، وهما التَّخرُّقُ. والتَّخرُّقُ: أن تكونَ له الإبلُ والغنمُ والرَّقيقُ. الأصمعيُّ: يقالُ: إنّ له لمالًا جَمًّا أي: كثيرًا. قالَ: ويقالُ: رَجُلٌ مالٌ ومَيِّلٌ، إذا كانَ كثيرَ المالِ. ويقال: أمِرَ مالُه يأمَرُ أمَرًا وأمَرةً، وآمَرَه اللهُ. وأنشدَ أبو زيدٍ: * أُمُّ جَوارٍ، ضَنؤُها غَيرُ أمِرْ * ضَنؤها: نَسلُها. يقالُ: آمَرَهُ اللهُ يُؤمِرُهُ إيمارًا. ويقالُ في مَثَل: "في وَجهِ مالِكَ تَرَى إمَّرتَهُ". قالَ غيرُه: في وَجهِ مالِكَ تَعرِفُ أمَرتَهُ، أي: نَماءه وكثرتَه، وقالَ اللهُ ﵎: ﴿آمَرْنا مُترَفِيها﴾ أي: كَثَّرْنا. قالَ أبو عُبيدةَ: "يقالُ: خَيرُ المالِ سِكّةٌ مأبُورةٌ، أو مُهرةٌ مأمُورةٌ". فالسِّكّةُ: السَّطرُ المُستطيلُ منَ النَّخلِ. والمأبورةُ: الّتي قد أُبِرَتْ أي: أُصلِحتْ ولُقِّحقتْ. والمأمورةُ: الكثيرةُ الولدِ. مِن: آمرَها اللهُ، أي: كثَّرَها. وأرادَ "مُؤمَرة"، فقالَ "مأمورةٌ" مثلَ: مَزكومةٍ ومَحمومةٍ. وقالَ أبو الحسنِ: وقد يُقالُ: أمَرَه اللهُ بمعنَى: آمَرَه. يكونُ فيه لغتانِ: فَعَلَ وأفعَلَ. وقال الأصمعيُّ: تفسيرُ هذا: خيرُ المالِ نتاجٌ أو زرعٌ. والسِّكّةُ: الحديدةُ الّتي تُشقُّ بها الأرضُ. والمأبورةُ: المُصلَحةُ. والمأمورةُ: مِن قولِك: آمرَها اللهُ، أي: أكثرَها. فأراد "مُؤمَرة"، فجعلَها مثلَ: مزكومةٍ. وقال أبو الحسنِ: وأصلُ التّأبيرِ والأبرِ في النَّخلِ، ثُمّ يُستعملُ في الزَّرعِ، كما قالَ الشّاعرُ:

1 / 6

لا تأمَنَنْ قَومًا، ظَلَمتَهُمُ وبَدأتَهُم بالخَسْفِ، والغَشْمِ أن يأبِرُوا زَرعًا، لِغَيرِهِم والشَّيءُ تَحقِرُهُ، وقَد يَنمِي وقالَ غيرُه: إنّما قالَ "مأمورةٌ" لمجيئها معَ "مأبورة"، كما قالَ الآخرُ: هَتّاكُ أخبِيةٍ، وَلّاجُ أبْوِبةٍ يَخلِطُ بالجِدِّ، مِنهُ، البِرَّ واللِّينا رجَعنا إلى الكتابِ: ويقال: ضَفا مالُ فلانٍ يَضفُو ضَفْوًا، إذا كثُرَ. ويقالُ: ثوبٌ ضافٍ أي: سابغٌ. وفُلانٌ ضافي الفضلِ على قومِه أي: سابغٌ. قالَ أبو ذُؤيبٍ: إذا الهَدَفُ المِعزابُ، صَوَّبَ رأسَهُ وأعجَبَهُ ضَفوٌ، مِنَ الثَّلّةِ الخُطْلِ ويقال: ضَنأَ المالُ يَضنأُ ضَنْئًا. وحكَى الفرّاءُ: أضنأَ المالُ وأضنَى، بهمزٍ وبغيرِ همزٍ، وأضنأَ القومُ: إذا كثُرتْ ماشيتُهم. والمَشاءُ والوَشاءُ والفَشاءُ، مَمدوداتٌ: تَناسلُ المالِ. يقالُ: أمشَى القومُ وأوشَوا وأفشَوا. قالَ الحُطيئةُ: * ويُمشِي، إن أُرِيدَ بِهِ المَشاءُ * ويقالُ: مَشَى على آلِ فُلانٍ مالٌ أي: تَناتَجَ وكثُرَ. ويقالُ: ناقةٌ ماشِيةُ أي: كثيرةُ الأولادِ. ويقالُ: مالٌ ذو مَشاءٍ أي: ذو نَماءٍ يَتناسلُ. وقد ارتعَجَ المالُ. ويقال: إنّ له لمالًا عُكامِسًا وعُكَمِسًا وعُكابِسًا وعُكَبِسًا. وهو في الماشيةِ والإبلِ. وكلُّ متراكبٍ فهو عُكامِسٌ. ويقال: إنْ له لمالًا ذا مِزٍّ. والمِزُّ: الشّيءُ له فضلٌ. ويقال: إنّ له لغَنمًا عُلَبِطةً، ولا يقالُ إلّا في

1 / 7

الغنمِ. ويقال: إنّ له منَ المالِ عائرةَ عَينَينِ، أي: مالٌ يَعيرُ فيه البصرُ ههنا وههنا من كثرتِه. وقالَ أبو عُبيدةَ: عليه مالٌ عائرةُ عَينٍ. يقالُ هذا للكثيرِ المالِ، لأنّه من كثرتِه يملأُ العينَينِ، حتّى يكادَ يَفقؤُهما. والرَّغْسُ: النَّماءُ والبَرَكةُ. يقالُ رَغَسَهُ اللهُ رَغْسًا. قالَ رؤبةُ: * حتَّى أرانا وَجهَكَ المَرغُوسا * أي: ذا البَرَكةِ والخيرِ. ورجُلٌ مَرغوسٌ: إذا كانَ كثيرَ المالِ والولدِ. وقالَ العجّاجُ: * إمامَ رَغسٍ، في نِصابِ رَغسِ * أي: إمامَ نماءٍ وبَرَكةٍ. ونِصابٌ: أصلٌ. ويقالُ: إنّه لذو أُكْلٍ منَ الدُّنيا. يعني حَظًّا. ويقالُ: فلانٌ من ذَوِي الآكالِ أي: من ذَوِي القِسمِ الواسعِ. أبو زيدٍ: يقال: رجلٌ حَظِيظٌ جَدِيدٌ، إذا كانَ ذا حظٍّ منَ الرِّزقِ. أبو عمرٍو: يقالُ: رجُلٌ مُرْغِبٌ: أي كثيرُ المالِ. ورجُلٌ مَغضورٌ: إذا كان ينبُتُ عليه المالُ، ويَصلحُ عليه. ويقال: مالٌ جِبْلٌ، بكسرِ الجيمِ، أي كثيرٌ. وأنشدَ: وحاجِبٌ كَردَسَهُ في الحَبْلِ مِنّا غُلامٌ، كانَ غَيرَ وَغْلِ حَتَّى افتَدَوا، مِنّا، بِمالٍ جِبْلِ الأصمعيُّ: يقالُ للرَّجلِ، يُرَى عليه أثرُ الغِنَى: قد تَمشَّرَ، وعليه مَشَرةٌ. ويُقالُ: قد أمشَرَ الطَّلحُ، إذا أورقَ. ويقال: خَيرٌ مَجنَبٌ، وشَرٌّ مَجنَبٌ، أي: كثيرٌ. ويقالُ: أتانا بطعامٍ مَجنَبٍ وبطعامٍ طَيسٍ، أي: كثيرٍ. ويقال: عَيشٌ دَغفَلٌ أي: واسعٌ سابغٌ. قالَ

1 / 8

العجّاجُ: * وإذْ زَمانُ النّاسِ دَغفَلِيُّ * فأضافَه. ويقال: أبادَ اللهُ غَضراءَهم، ممدودٌ أي: خِصبَهم وخيرَهم. أبو زيدٍ: هم في عيشٍ رَخاخٍ. وهوَ الواسعُ. ومثلُه: عيشٌ عُفاهِمٌ. وهم في إمّةٍ منَ العيشِ، وبُلَهْنِيةٍ ورُفَهْنِيةٍ ورَفاهِيةٍ، مخفَّفاتٍ. وإنّهم لفي غَضْراءَ من العيشِ، ممدودٌ، وغَضارةٍ، وقد غَضَرَهُمُ اللهُ، وإنّهم لذوُو طَثْرةٍ: مِثلُه. كلُّه منَ السَّعةِ. أبو عمرٍو: يقالُ: نَشأَ فلانٌ في عيشٍ رَقيقِ الحَواشِي، أي: في عيشٍ ناعمٍ. الأصمعيُّ: يقالُ: إنّ فلانًا لمُخضَمٌ، أي: موسَّعٌ عليه منَ الدُّنيا. قالَ الأصمعيُّ: وأخبرَنا ابنُ أبي طَرَفةَ، قالَ: قالَ أعرابيٌّ لابنِ عمٍّ له، قَدِمَ عليه مكّةَ: إنّ هذه أرضُ مَقضَمٍ، وليستْ بأرضِ مَخضَمٍ. قالَ: وكلُّ شيءٍ صُلبٍ يُقضَمُ، وكلُّ شيءٍ ليّنٍ يُخضَمُ. الفرّاءُ: يقالُ: القَضْمُ يُدنِي إلى الخَضْمِ. أبو زيدٍ: يقالُ: "قَد يُبلَغُ الخَضْمُ بالقَضْمِ". يقالُ: اخضِموا، بكسرِ الضّادِ، فإنّا سنَقضَمُ، بفتحِ الضّادِ، أي: سوف نصبِرُ على أكلِ اليابسِ. الأُمويّ: النَّدهةُ: الكَثرةُ في المالِ أيضًا. وأنشدَ لجميلٍ: وكَيفَ، ولا تُوفِي دِماؤُهُمُ دَمِي ولا مالُهُم ذُو نَدهةٍ، فيَدُونِي؟ أبو زيدٍ: الكُثْرُ منَ المالِ: الكَثِيرُ. وقالَ الشّاعرُ: فإنّ الكُثرَ أعيانِي، قَدِيمًا ولَم أُقتِرْ، لَدُنْ أنِّي غُلامُ والحِلْقُ: المالُ الكثيرُ. يقالُ: جاءَ فلانٌ بالحِلقِ، بكسرِ الحاءِ.

1 / 9

الفرّاءُ وأبو عُبيدةَ: يقالُ: مالٌ دِبرٌ، للكثيرِ. أبو زيدٍ: يقالُ: أحرَفَ الرجلُ إحرافًا، إذا نمَى مالُه وصلَحَ. الفرّاءُ: يقالُ: إنّه لمُرْكِحٌ إلى غِنًى، وإنّه لمُزْرٍ إلى غِنًى. معناه: مُتّكئٌ على غِنًى. ويقال: قد تَجبَّرَ فلانٌ مالًا. وذلك إذا عادَ إليه مِن مالِه ما كانَ ذهبَ. ويقالُ: قد تَجبَّرَ الشجرُ، إذا نَبتَ فيه الشيءُ وهوَ يابسٌ. ويقال: "قد جاءَ بالطِّمِّ والرِّمِّ"، إذا جاءَ بالكثيرِ. قالَ أبو عُبيدةَ: الطِّمُّ: الرَّطْبُ، والرِّمُّ: اليابسُ. قالَ أبو الحسنِ: قالَ أبو العبّاسِ: أصلُ الطِّمِّ: الماءُ. والرِّمُّ: التُّرابُ. كأنّه أرادَ: جاءَ بكلِّ شيءٍ. لأنّ كلَّ شيءٍ يجمعُه الماءُ والتُّرابُ؛ لأنّهما أصلٌ لما في الدُّنيا. رَجَعْنا إلى الكتابِ: قال: والفَنَعُ: كَثرةُ المالِ، وكَثرةُ الإعطاءِ. وأنشدَ: ولا أعتَلُّ، في فَنَعٍ، بِمَنْعٍ إذا نابَتْ نَوائبُ، تَعتَرِينِي وقالَ أبو مِحجنٍ: وقَد أجُودُ، وما مالِي بِذِي فَنَعٍ وأكتُمُ السِّرَّ، فِيهِ ضَربةُ العُنُقِ أي: وما مالي بكثيرٍ. ويقال لمن أخصبَ وأثرَى: "وَقَعَ في الأهيَغَينِ"، أي: في الطّعامِ والشّرابِ، بالغينِ معجمةً. ويقال للّذي أصابَ مالًا وافرًا واسعًا، لم يُصبْه أحدٌ: أصابَ فلانٌ قَرْنَ الكَلأِ. وذلك لأنّ قرنَ الكلأِ أنفُه الّذي لم يُؤكلْ منه شيءٌ. قال: ويقالُ: فلانٌ عَريضُ البِطانِ. يقالُ له ذلكَ إذا أثرَى وكثرَ مالُه. ويقال: فلانٌ رَخِيُّ اللَّبَبِ، إذا كانَ في سَعةٍ يصنعُ ما يشاءُ. ويقال: "جاء بالضِّحِّ والرِّيحِ". يقال ذلكَ في موضِع التّكثيرِ. والضِّحُّ: البَرازُ الظاهرُ. وهو ما بَرزَ منَ الأرضِ للشّمسِ. والتّأويلُ: جاءَ بما طَلعتْ عليه الشّمسُ. ويقال: "جاءَ بالحَظِرِ الرَّطْبِ"، والرِّيحِ والضِّحِّ، و"الهَيلِ والهَيلَمانِ"، و"الطِّمِّ والرِّمِّ"، وجاءَ بالبَوشِ البائشِ، و"بدَبَى

1 / 10

دُبَيٍّ ودَبَى دُبَيّانٍ"، إذا جاءَ بالشَّيءِ الكثيرِ. ويقال: هو مَلِيءٌ زُكَأةٌ، أي: حاضرُ النَّقدِ. ويقالُ: زَكأتُه أي: عجّلتُ له نقدَه. أبو زيد: يقالُ: عَفا المالُ يَعفُو عُفُوًّا، ووَفَى يَفِي وَفاءً، ونَمَى يَنمِي نَماءً. كلُّ ذلكَ في الكثرةِ. قال: وسمعتُ رَدّادًا الكِلابيَّ يقولُ: تأبَّلَ فلانٌ إبلًا، وتَغنَّمَ غَنمًا. وذلك حينَ يتّخذُ إبلًا وغنمًا. ويقال: إنّ فلانًا لفي ضَرّةِ مالٍ يَعتمِدُ عليه. وذلك أن يعتمدَ على مالِ غيرِه من أقاربِه. فتلكَ الضَّرّة. قالَ أبو يوسفَ: وسمعتُ أبا عمرٍو يقولُ: رجلٌ مُضِرٌّ، له ضَرّةٌ من مالٍ أي: قطعةٌ. قال: وأنشدَني ابنُ الأعرابيِّ: بحسْبِكَ، في القَومِ، أن يَعلَمُوا بأنّكَ فِيهِم غَنِيٌّ، مُضِرْ وحكَى أبو عمرٍو، قالَ: يقالُ: لو كانَ الهَيءِ والجَيءِ ما نَفعَه. والهَيءُ: الطَّعامُ. والجَيءُ: الشَّرابُ. على وزنِ: الهَيعِ والجَيْعِ. ويقال: لو كانَ في التِّخْلِئِ ما نَفعَهُ، بالخاءِ معجمةً. وهيَ الدُّنيا. الأصمعيُّ: يقال: تأثَّلَ فلانٌ مالًا، أي: اتّخذَهُ. ومالٌ أثِيلٌ أي: مُؤثَّلٌ مُكثَّرٌ. قالَ ساعدةُ بنُ جؤيّةَ: ولا يُجدِي امرَأً وَلَدٌ، أجَمَّتْ مَنِيّتُهُ، ولا مالٌ أَثِيلُ لا يُجدي عنه: لا يُغني عنه، إذا حانتْ منيّتُه، ولدٌ ولا مالٌ أثيلٌ. أبو زيدٍ: أصَبتُ منَ المالِ حتَّى فَقِمتُ فَقَمًا. ويقال: فادَ له مالٌ يَفِيدُ فَيْدًا، إذا

1 / 11

نَبَتَ له مالٌ. والاسمُ الفائدةُ. وهوَ ما استفَدتَ من طريفِ مالٍ، من ذهبٍ أو فضّةٍ أو مملوكٍ أو فائدةٍ أو ماشيةٍ. وقالوا: قدِ استفادَ مالًا استفادةً. وكرهوا أن يقولوا: أفادَ مالًا. غيرَ أنّ بعضَ العربِ يقولُ: أفادَ مالًا، إذا استفادَهُ. قال الأصمعيُّ: يقالُ: نَبَتَتْ لبنِي فلانٍ نابتةٌ، إذا نَشأَ لهم نَشْءٌ صِغارٌ. وكذلكَ من كلِّ شيءٍ. قالَ: والنّابتُ من كلِّ شَيءٍ: الطَّرِيُّ حِينَ يَنبُتُ صَغيرًا، منَ النّبتِ وغيرِ ذلكَ منَ النّاسِ وغيرِهم. ويقال: أخضَبَ القومُ وأحْيَوا. والحَيا مقصورٌ: كثرةُ الغَيثِ. ويقال: أرضٌ مَرِعةٌ. وهوَ كثرةُ الكلأِ. ويقال: أمرَعَتِ الأرضُ، وأكلأتِ الأرضُ. وقالوا: الرَّغَدُ: كثرةُ الغيثِ. ويقال: جاءَ يَقُثُّ الدُّنيا، أي: يَجُرُّها. ويقال: عَيشٌ رَفِيعٌ. وهوَ الواسعُ. وهيَ الرَّفاغِيةُ والرَّفاغَةُ. ويقال: عَيشٌ غَرِيرٌ أي: لا يُفزَّعُ أهلُه. ويقال: هوَ في عَيشٍ رَغَدٍ. ويقال: هوَ في عَيشٍ أغرَلَ. قالَ: وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: يقالُ: أغرَلُ وأرغَلُ، وأغضَفُ وأغطَفُ، وأوطَفُ وأغلَفُ، إذا كانَ مُخصِبًا. ويقال: عَيشٌ رَغْدٌ مَغْدٌ. ويقال: عامٌ غَيداقٌ. الفرّاءُ: يقالُ عامٌ أزَبُّ: مُخصِبٌ. يونسُ قالَ: تقولُ العربُ: هوَ رجلٌ مُضيعٌ، للكثيرِ الضَّيعةِ. أبو عُبيدةَ: الغَيداقُ: الكثيرُ الواسعُ من كلِّ شَيءٍ. يقالُ: سَيلٌ غَيداقٌ. وأنشدَ لتأبّطَ شرًّا: * بِوالِهٍ، مِن قَبِيضِ الشَّدِّ، غَيداقِ * ويقال: هوَ في سِيِّ رأسِه من الخيرِ، أي: فيما يَغمُرُ رأسَه منَ الخيرِ. ويقال: ما أحسَنَ أَهَرةَ آلِ فُلانٍ، وغَضارتَهُم وغَضْراءهُم وأثاثَهُم، أي: هَيآتِهم

1 / 12

وحالَهُم ومَتاعَهُم! وما أحسَنَ رِئْيَهُم، مِثلَ: رِعْيَهُم، أي: لِباسَهُم! وهوَ ما رأيتَ وظهَرَ. وما أحسَنَ أمارتَهُم، بفتحِ الألفِ، أي: ما يَكثُرُونَ ويَكثُرُ أولادُهم وعَدَدُهم! ومثلُ ذلك: ما أحسَنَ نابِتةَ بَنِي فُلانٍ، أي: ما تَنبُتُ عليه أموالُهم وأولادُهم! ويقال: رجلٌ حَسَنُ الشّارةِ، إذا كانَ حسنَ البِزّةِ. ويقالُ: اشتارَتِ الإبلُ، إذا لَبِسَتْ سِمَنًا وحُسنًا. وهوَ شارتُها أيضًا. الأصمعيُّ: يقالُ: رجلٌ حَسَنُ الجُهْرِ. يُريدُ به النُّبلَ والحُسنَ. أبو عُبيدةَ: عَيشٌ خُرَّمٌ أي: ناعِمٌ. وهيَ عربيّةٌ. ويقال: مَعِيشةٌ رِفَلّةٌ، أي: واسعةٌ. أبو زيدٍ: الأثاثُ: المالُ أجمَعُ، الإبلُ والغنمُ والعبيدُ. ويقال: أضعَفَ الرَّجلُ إضعافًا فهوَ مُضْعِفٌ، إذا فَشَتْ ضَيعتُه وكَثُرَتْ. الأصمعيُّ: يقالُ: أرتَعَ القَومُ، إذا وقعُوا في خِصبٍ ورَعَوا. ويقال: إنَّ فيه لغَدَنًا، إذا كانَ فيه لِينٌ ونَعمةٌ. وفلانٌ في حَبْرةٍ منَ العيشِ أي: في سُرورٍ. ويقال: أرضُ بَني فُلانٍ لا تُؤْبِئُ، وجَبَلٌ لا يُؤْبِئُ: مثلُه، أي: به نَبتٌ لا يَنقطعُ. أبو عُبيدةَ: إنّهم لفي قَمْأةٍ أي: في خِصبٍ وسَعةٍ منَ العيشِ ودَعةٍ. ويقال: تَركناهُم على سَكِناتِهِم ونَزِلاتِهِم ورَبَعاتِهِم ورِباعِهِم ومِنْوالِهِم، إذا كانُوا على حالِهم، وكانتْ حسنةً جميلةً. ولا يكونُ في غيرِ حُسنِ الحالِ. قالَ أبو العبّاسِ: سَكِناتِهم وسَكَناتِهم، ونَزِلاتِهم ونَزَلاتِهم، بالفتحِ والكسرِ جميعًا.

1 / 13

٢ - باب الفَقْر والجَدْب قال يونسُ: الفَقِيرُ يكونُ له بعضُ ما يُقِيمُه، والمِسكِينُ: الّذي لا شيءَ له. قالَ الراعي: أمّا الفَقِيرُ، الَّذِي كانَتْ حَلُوبتُهُ وَفقَ العِيالِ، فلَم يُترَكْ لَهُ سَبَدُ قال: وقلتُ لأعرابيٍّ: أفَقِيرٌ أنتَ أم مِسكِينٌ؟ قال: لا واللهِ، بل مِسكِينٌ. أبو زيدٍ: ومنهمُ المُقتِرُ. وهو المُحْوِجُ المُقِلُّ. وهوَ الإقتارُ والإقلالُ والإحواجُ، وهوَ شيءٌ واحدٌ، وهوَ من الفَقرِ، وفيهنَّ بقيّةٌ من نَشَبٍ، لا يَغمُرُه ولا يَغمُرُ عِيالَه. ويقالُ للمُقترِ: إنّ به لخَصاصةً. والمُخِلُّ مِثلُ الفَقيرِ. يقالُ: أَخَلَّ يُخِلُّ إخلالًا. والاسمُ الخَلّةُ. والمُعْوِزُ قريبٌ من المُخِلِّ. وهوَ أسوؤهما حالًا. يقالُ: أعْوَزَ الرَّجلُ يُعْوِزُ إعوازًا. والاسمُ العَوَزُ. يقال في الفاقةِ: إنّه لمُفتاقٌ، وإنّه لذو فاقةٍ. وفي الحاجةِ: إنّه لمُحتاجٌ، وإنّه لذو حاجةٍ. وإنّه لمِسكِينٌ. وليسَ فيه فِعلٌ. وحكَى الفرّاءُ: هو يَتَمَسْكَنُ لربِّه. ومنهمُ المُعْدِمُ. يقالُ: أعدَمَ يُعدِمُ إعدامًا. والاسمُ العَدَم والعُدْمُ. ومنهمُ الصُّعلُوكُ وهوَ الّذي ليسَ له شيءٌ. وليسَ فيها فِعلٌ. وحكَى غيرُه: تَصَعلَكَ. ويقال: إنّ به لفاقةً وإنّه لذو فاقةٍ، وإنّ به لخَصاصةً وإنّه لذو خَصاصةٍ. ومنهمُ السُّبرُوتُ. وهوَ مِثلُ الصُّعلوكِ. وامرأةٌ سُبرُوتةٌ. قالَ: وسمعتُ بعضَ بنِي قُشيرٍ يقولُ: رجلٌ سِبرِيتٌ، في رجالٍ ونساءٍ سَبارِيتَ.

1 / 14

ومنهمُ الكانِعُ. وهوَ الّذي ينزلُ بك بنفسِه وأهلِه طَمعًا في فضلِكَ. يقالُ: كَنَعتُ أكنَعُ كُنُوعًا. ورجلٌ كانِعٌ: إذا خَضَعَ. والمُكنَّعُ: الّذي قد تَقفَّعتْ أصابعُه من غُلٍّ أو ضَربٍ. أبو زيدٍ: ومنهمُ الفَقيرُ المُدْقِعُ. وهوَ الّذي لا يتكرّمُ على شيءٍ أخذَه، وإن قلَّ. وأدقعَ فلانٌ إلى فلانٍ في الشَّتِيمةِ، أو في أيِّ فعلٍ ما كانَ، وأدقَعَ له. قالَ الأصمعيُّ: المُدْقِعُ: الّذي قد لَصِقَ بالدَّقعاءِ. وهي التُّرابُ. أبو زيدٍ: ومنهمُ القانِعُ. وهوَ الّذي يَتعرَّضُ لما في أيدِي النّاسِ، يقالُ: قد قَنَعَ فلانٌ إلى فلانٍ، وهوَ يَقنَعُ قُنوعًا، وهوَ ذَمٌّ، وهوَ الطَّمَعُ حيثُ كانَ. الأصمعيُّ: القانِعُ السّائلُ، والقُنُوعُ: المَسألةُ. قالَ الشمّاخُ: لَمالُ المَرءِ يُصلِحُهُ، فيُغنِي مَفاقِرَهُ، أعَفُّ مِنَ القُنُوعِ أي: أعفُّ منَ المسألةِ. قالَ أبو الحسنِ: تفسيرُ الأصمعيِّ في "المُدقعِ" أحسنُ من تفسيرِ أبي زيدٍ، وتفسيرُ أبي زيدٍ في "القانِعِ" أحسنُ من تفسيرِ الأصمعيِّ. أبو زيدٍ: ومنهمُ المُمْلِطُ. وهوَ بمنزلةِ الصُّعلوكِ. ومنهمُ المُمْلِقُ. وهوَ بمنزلةِ الصُّعلُوكِ. الأصمعيُّ: المُمْلِقُ: الفَقِيرُ. قالَ أبو الحسنِ: قالَ أبو العبّاسِ: أُخِذَ من المَلَقاتِ. وهيَ الجِبالُ المُلْسُ الّتي لا يتعلّقُ بها شيءٌ. والضَّرِيكُ: الفَقِيرُ. والمُعصَّبُ: الّذي يَتَعصَّبُ بالخِرَقِ من الجوعِ. قالَ أبو عُبيدةَ: المُعصَّبُ الّذي عَصَبَتِ السِّنُونَ مالَه. والمُسِيفُ: الَّذي قد ذَهَبَ مالُه. ويقالُ: قد أسافَ يُسِيفُ إسافةً. والسُّوافُ: المَوتُ. والمُعْتَرُّ: الفَقِيرُ الّذي يَعترِيكَ ويَتعرّضُ

1 / 15

لكَ. قالَ أبو الحسنِ: غيرُ الأصمعيِّ يقولُ: السَّوافُ بالفتحِ: المَوتُ. ويقال: إنّه لمُخِفٌّ ومُخْفِقٌ. وقد أخَفَّ وأخفَقَ. ويقال: أَلفَجَ بالأرضِ، إذا لَزِقَ بها، إمّا مِن كَرْبٍ وإمّا مِن حاجةٍ. قالَ أبو الحسنِ: كذا قُرئَ على أبي العبّاسِ، بفتحِ الألف. وسمعتُه من بُندارٍ: أُلفِجَ بالأرضِ، إذا سقطَ إليها. وأنشدَ أبو يوسفَ قولَ الشّاعرِ: ومُستَلفِجٍ، يَبغِي المَلاجِئَ نَفْسَهُ يَعُوذُ، بِجَنبَي مَرْخةٍ وجَلائلِ قالَ أبو عُبيدةَ: المُلفِجُ: الّذي قد أفلسَ وعليه الدَّينُ. قالَ: وجاءَ رجلٌ إلى الحسنِ، فقالَ: أيُدالِكُ الرَّجلُ امرأتَه؟ أي: يُماطِلُها بمَهرِها. قال: نعمْ، إذا كان مُلفِجًا. قال أبو الحسنِ: كذا قُرئَ على أبي العبّاسِ، بكسرِ الفاءِ. وقد سمعتُ هذا من بُندارٍ: إذا كان مُلفَجًا. وقالَ أبو يوسفَ: وسمعتُ أبا عمرٍو يقولُ: مُلفَجٌ، بالفتحِ. قالَ: وجاءَ في الحديثِ: "أطعِمُوا مُلفَجِيكُم" بالفتحِ. قال أبو عُبيدةَ: يقالُ: عالَ الرجلُ يَعِيلُ عَيلةً، إذا افتقر. الأصمعيُّ: الرامِكُ المجهودُ الّذي يَرمُكُ في مكانِه فلا يبرحُ. قالَ أبو العبّاسِ: وقد يكونُ غيرَ مجهودٍ. أبو زيدٍ: يقالُ: أكدَى الرَّجلُ: فهوَ مُكْدٍ. وهو الّذي لا يَثوبُ له مالٌ ولا يَنمِي. ويقالُ: أكدَى الرَّجلُ أيضًا، إذا حَفرَ فامتنعتْ عليه الأرضُ غِلَظًا. وأكدَى الغارُ فهوَ مُكْدٍ: إذا امتنعَ، فلم يُطيقوه، ولم يجدوا فيه شيئًا. ويقال: قد أُبلِطَ فهوَ مُبلَطٌ. وقالَ بعضُهم: أَبلَطَ فهوَ مُبلِطٌ. وهوَ الهالِكُ الّذي لا يجدُ شيئًا. وقالَ الأصمعيُّ: أُبلِطَ، إذا لزِقَ بالأرضِ. والبَلاطُ: الأرضُ الملساءُ. أبو زيدٍ: المُصرِمُ: المُقِلُّ: المُقارِبُ المالِ. والمُقِلُّ نحوُ المُخِفِّ. يقالُ: أصرمَ

1 / 16

الرَّجلُ. ويقال: جَحِدَ الرَّجلُ جَحَدًا. وهوَ القليلُ الخيرِ. وأرضٌ جَحِدةٌ. وهيَ اليابسةُ الّتي ليسَ بها خيرٌ. الأصمعيُّ: يقالُ: أمعرَ الرَّجلُ، إذا ذهبَ مالُه. ويقالُ: ما أمعرَ مَن أدمَنَ الحجَّ والعُمرةَ، أي: ما أفلسَ. قالَ أبو عُبيدةَ: وَرَدَ رؤبةُ ماءً لعُكلٍ، وعليه فُتَيّةٌ تَسقي صِرمةً لأبيها. فأُعجبَ بها، فخطبَها. فقالت: أرى سِنًّا. فهل من مالٍ؟ قال: نعمْ، قِطعةٌ من إبلٍ. قالتْ: فهل مِن وَرِقٍ؟ قالَ: لا. قالتْ: يا لَعُكلٍ. "أكِبَرًا وإمعارًا"؟ قالَ رؤبةُ: لمّا ازدَرَتْ نَقْدِي، وقَلَّتْ إبْلِي، تألَّهَتْ، واتَّصَلَتْ بِعُكلِ خِطْبِي، وهَزَّتْ رأسَها، تَستَبلِي تَسألُنِي عَنِ السِّنِينَ: كَم لِي؟ ويقالُ: خُفٌّ مَعِرٌ: لا شَعرَ عليه. ويقالُ: مَعِرَ رأسُه، إذا ذهبَ شَعرُه. ويقالُ: أمعَرَ الرَّجلُ، إذا ذهبَ ما في يدِه. أبو زيدٍ: يقالُ: زَمِرَ فلانٌ يَزمَرُ زَمَرًا، وقَفِرَ يَقفَرُ قَفَرًا -وهما واحدٌ- وذلكَ إذا قلَّ مالُه. الأصمعيُّ: يقالُ: فلانٌ في الحَفافِ، أي: قَدْرِ ما يكفِيه. ويقال: قد بذَّ الرَّجلُ، وهو يَبَذُّ بَذاذةً، وهوَ رجلٌ باذٌّ. وذلكَ إذا رَثَّتْ هيئتُه وساءتْ حالُه. ويقال: فلانٌ يَبعثُ الكلابَ من مَرابضِها. يعنِي: في شِدّةِ الحاجةِ، يُثيرُها. أبو عُبيدةَ: يقالُ: بَهصَلَهُ الدّهرُ من مالِه، أي: أخرَجَهُ منه. وكذلكَ بَهصَلتُ القومَ أي: أخرجتُهم من أموالِهم. ويقال للمرأةِ: خَرَجَ زوجُكِ -ويحَكِ- وتركَكِ حافّةً، أي: تركَكِ بِلا أُدْمٍ ولا شيءٍ. وفلانٌ نفقتُه الكَفافُ أي: بقدْرِ ما يكفِيه، ليسَ فيه فضلٌ. والخَصاصةُ: الحاجةُ. يقالُ: إنه لذو خَصاصةٍ أي: فقرٍ.

1 / 17

ويقال: في عيشِ بني فلانٍ شَظَفٌ، أي: يُبْسٌ وشِدّةٌ. وقد شَظِفتْ يدُه إذا خَشُنتْ. ويقال: تَرِبَ الرَّجلُ يَترَبُ فهوَ تَرِبٌ، إذا لَزِقَ بالتُّرابِ. وإذا دعوتَ عليه قلتَ: تَرِبَتْ يَداكَ. وجاءَ عن النبيِّ، ﷺ: "علَيكَ بِذاتِ الدِّينِ. تَرِبَتْ يَداكَ". لم يدعُ عليه النبيُّ ﷺ بذهابِ مالِه. ولكنّه أرادَ المَثَل، ليُرِيَ المأمورَ بذلكَ الجِدَّ، وأنّه إن خالفَ فقد أساءَ. قالَ أبو الحسنِ: المَثَلُ جرَى على: إنْ فاتكَ ما أغريتُكَ بأخذِه افتقرتْ يداكَ إليه. لأنّ قولَك "عليكَ كذا وكذا" إغراءٌ به وبلزومِه. أي: فلا يَفُتْكَ. كأنّه قالَ: تَرِبتْ يداكَ إن فاتَكَ. وهذا منَ الاختصارِ الّذي قد عُرفَ معناه. أبو زيدٍ: يقالُ: نَفِقَ مالُه يَنفَقُ نَفَقًا، إذا نقَصَ وقلَّ وذهبَ. ويقالُ: نَفِقتْ نِفاقُ القومِ -وهيَ جمعُ نَفَقةٍ- إذا قلّتْ. ويقال: أرمَلَ الرَّجلُ إرمالًا وأنفقَ إنفاقًا، وأقوَى إقواءً، إذا ذهبَ طعامُه في سفرٍ أو حضرٍ. ويقال: أقفرَ الرَّجلُ إفقارًا، إذا باتَ في القَفرِ، ولم يأوِ إلى منزلٍ ولم يكنْ معَه زادٌ. الأصمعيُّ: يقالُ: باتَ فلانٌ القَواءَ يا هذا. يريدُ: باتَ في القَفرِ. ويقال: باتَ الرجلُ الوحشَ اللّيلةَ. قالَ الأصمعيُّ: فلا أدري كيفَ سمعتُه، أباتَ في القفرِ مُستوحشًا، أم باتَ وحشًا منَ الجوعِ؟ ويقالُ: أقفرَ فلانٌ منذُ أيّامٍ، إذا أكلَ طعامَه بلا أُدْمٍ. وهوَ القَفارُ. أبو عمرٍو: يقالُ: أكرَى الرَّجلُ، إذا ذهبَ مالُه. وأنشدَ الفرّاءُ وابنُ الأعرابيِّ: كَذِي زادٍ، مَتَى ما يُكرِ مِنهُ فلَيسَ وَراءهُ ثِقةٌ، بِزادِ أبو زيدٍ: يقالُ: أنفضَ القومُ إنفاضًا، إذا ذهبَ طعامُهم منَ اللَّبنِ وغيرِه، ويقالُ في مَثَلٍ: "النَّفاضُ يُقطِّرُ الجَلَبَ". يقولُ: إذا أنفضَ القومُ قطّروا إبلَهم تقطيرًا، الّتي كانوا يَضَنّون بها، فجلَبُوها للبيعِ. ويقال للرَّجلِ ولولدِه، إذا كانوا محتاجينَ: هم أرملةٌ وأراملُ وأراملةٌ. ورجل أرملٌ. والعُلْقةُ منَ العيشِ: الّذي يُتبلَّغُ به. ويقالُ

1 / 18

في مَثَلٍ: "ليسَ المتعلِّقُ كالمتألِّقِ". يقولُ: ليسَ مَن عيشُه قليلٌ، يَتعلّق به، كمَن عيشُه ليّنٌ، يَختارُ منه ما شاءَ. ابن الأعرابيِّ: يقالُ: تَكفِيه غُفّةٌ منَ العيشِ، أي: البُلغةُ. قالَ أبو يوسفَ وأنشدَني: لا خَيرَ في طَمَعٍ، يُدنِي إلى طَبَعٍ وغُفّةٌ، مِن قِوامِ العَيشِ تَكفِينِي أبو عُبيدةَ: يقالُ: قومٌ عَضارِطةٌ -واحدُهم عُضرُوطٌ- وهمُ الصَّعاليكُ الّذينَ ليستْ لهم أموالٌ، يتَّبعونَ النّاسَ. الأصمعيُّ: يقالُ: موتٌ لا يَجُرُّ إلى عارٍ خيرٌ من عيشٍ في رِماقٍ، أي: قَدْرِ ما يُمسِكُ الرَّمقَ. ويقالُ: هذه نخلةٌ تُرامِقُ بعِرقٍ، أي: لا تَحيا ولا تموتُ. ويقالُ للحبلِ، إذا كانَ ضعيفًا: أرماقٌ. وقد ارماقَّ الحبلُ يَرماقُّ ارمِيقاقًا. أبو زيدٍ: ما لَه أقَذُّ ولا مَرِيشٌ. فالأقَذُّ: السَّهمُ الّذي ليسَ عليه رِيشٌ. قالَ أبو الحسنِ: القُذّةُ هي الرِّيشةُ الّتي يُراشُ بها السَّهمُ. ومن ذلك قولُهم: "حَذْوَ القُذّةِ بالقُذّةِ". والمَرِيشُ: الّذي عليه رِيشٌ. ويقال: "ما لَه هِلَّعٌ ولا هِلَعةٌ" أي: ما لَه جَدْيٌ ولا عَناقٌ. الأصمعيُّ: "ما لَه سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ"، "وما لَه سارِحةٌ ولا رائحةٌ"، و"ما لَه عافِطةٌ ولا نافِطةٌ" -العافطةُ: الضائنةُ. والنافطةُ: العَنزُ- و"ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ"، و"ما لَه حانّةٌ ولا آنّةٌ"، و"ما لَه دَقيقةٌ ولا جَليلةٌ" أي: ما له شاةٌ ولا ناقةٌ، و"ما لَه هُبَعٌ ولا رُبَعٌ" -فالهُبعُ: ما نُتجَ في الصَّيفِ. والرُّبعُ: ما نُتجَ في الرّبيعِ- و"ما لَه زَرعٌ ولا

1 / 19

ضَرعٌ"، و"ما لَه سَبَدٌ ولا لَبَدٌ"، و"ما لَه دارٌ ولا عَقارٌ"، و"ما لَه ثاغِيةٌ ولا راغِيةٌ". فالثّاغيةُ: الغنمُ. والرّاغيةُ: الإبلُ. أبو عُبيدةَ: يقالُ: قَدِمَ فلانٌ، فما جاءَ بهِلّةٍ ولا بِلّةٍ. هِلّةٌ أي: فَرَحٌ. وبِلّة أي: بأدنى بَلَلٍ من الخيرِ. الأصمعيُّ: يقالُ: هَلَكَ نِصابُ إبلِ بنِي فلانٍ، إذا هلكتْ إبلُهم، فلم يبقَ إلّا إبلٌ استطرفوها. الفرّاءُ: يقالُ: له شِسعُ مالٍ -وهوَ القليلُ- وجِذلُ مالٍ: مِثلُه. أبو عُبيدةَ: يقالُ: ما بَقِيتْ لهم عَبَقةٌ -مفتوحةُ الباءِ- أي: ما بقيتْ لهم بقيّةٌ من أموالِهم. أبو زيدٍ: يقالُ: ذَهبتْ ماشيةُ فلانٍ، وبَقِيتْ شَلِيّةٌ. وجِماعُها الشَّلايا. ولا يقالُ إلّا في المالِ. قالَ أبو الحسنِ: يعني الإبلَ. الأصمعيُّ: يقالُ: عَسَرَنا الزَّمانُ، أي: اشتدَّ علينا. ويقال: أصابَهم منَ العيشِ ضَفَفٌ وحَفَفٌ وقَشَفٌ ووَبَدٌ. كلُّ هذ من شِدّةِ العيشِ. والماءُ المضفوفُ: الّذي قد كثُرَ عليه النّاسُ ومَن يشربُه. ويقال: فلانٌ مَثمُودٌ، إذا سُئلَ فلم يبقَ عندَه فضلٌ. ويقالُ: ثَمَدَتْه النِّساءُ، إذا كثرَ نِكاحُ الرّجلِ، فاستخرجْنَ ماءه. ويقال: هو مَشفُوهٌ، إذا كثُرَ عليه مَن يسألُه، وسُئلَ فلم يبقَ عنده فضلٌ. وقال أبو عُبيدةَ: جاءَ في الحديثِ: "لا يُترَكُ في الإسلامِ مُفرَحٌ". والمُفرَحُ: المغلوبُ المحتاجُ. أي: لا يُتركُ في أخلاقِ المسلمينَ، حتّى يُوسَّعَ عليه ويُحسَنَ إليه. قال أبو العبّاسِ: المُفرَحُ: المُثقَلُ منَ الدَّينِ. والمُفرَجُ بالجيمِ: الّذي لا عشيرةَ له.

1 / 20

قال أبو عمرٍو: يقالُ: أتاهم على ضَفَفٍ. وذلكَ إذا قلَّ ذاتُ أيديهم وكثُرَ عِيالُهم. قال: ويقالُ: بنو فلانٍ في وَبَدٍ من عيشِهم، وفلانٌ في وَبَدٍ، أي: في ضِيقٍ وكثرةِ عيالٍ وقلّةِ مالٍ. ويقال: "الحَوْرُ بعدَ الكَوْر"، أي: القِلّةُ بعدَ الكثرةِ. قال الأصمعيّ: ومَثَلٌ تقولُه العربُ: "العُنُوقُ بعدَ النُّوقِ"؟ يقول: أتُقلِّلُ بعدَ ما كنتَ تُكثِّرُ؟ قالَ أبو الحسنِ: "العُنوقُ" تُرفعُ وتُنصبُ في هذا المَثلِ. أي: أتُصغِّرُني بعدَ ما كنتَ تُعظِّمُني؟ وإذا دعا الرّجلُ على الرّجلِ قالَ: ألقَى اللهُ في مالِه النَّقِيصةَ. ويقال: قد خُوِّعَ مالُ فلانٍ، إذا أُخذَ منه فنَقَصَ. قالَ أبو الحسنِ: قُرئَ على أبي العبّاسِ كذا "خُوِّعَ"، لم يُسمَّ الفاعلُ. وقد وجدتُه في موضعٍ آخرَ: خَوَّعَ مالُ فلانٍ. يَجعلُ الفعلَ للمالِ. ويقال: بقيَ مِن مالِ فلانٍ عَناصٍ، إذا ذهبَ مُعظمُه وبقيَ منه نَبْذٌ. أبو زيدٍ: يقالُ: أسحَتُّ الرَّجلَ إسحاتًا. وهو استئصالُكَ كلَّ شيءٍ له. ويقالُ: أسحَتَ فلانٌ مالَه إسحاتًا، إذا أفسدَه وذهبَ به. الأصمعيُّ: المُجرَّفُ: الّذي قد ذهبَ مالُه. والمُجلَّفُ: الّذي قد ذهبَ أكثرُ مالِه. ويقال: بُلِغَ نَسِيسُ فلانٍ، أي: جَهدُه. ويقال: استَحصَفَ علينا الزّمانُ، أي: اشتدَّ. الأصمعيُّ: يقالُ: فلانٌ في رَتَبٍ منَ العيشِ، أي: غِلَظٍ. ويقال: هوَ بِبِيئةِ سَوءٍ، وبِحِيبةِ سَوءٍ، أي: بحالِ سَوءٍ. وكذلك بكِينةِ سَوءٍ. الفرّاءُ: يقالُ: عَيشٌ مُزلَّجٌ، أي: مُدبَّقٌ لم يتمَّ. أبو زيدٍ: يقالُ: خَوَتِ النُّجومُ تَخوِي خَيًّا، وأخلَفَتْ إخلافًا، إذا أمحلتْ فلم يكنْ بها مطرٌ فذلك الخَيُّ والإخلافُ. قالَ كعبُ بنُ زُهيرٍ:

1 / 21

قَومٌ، إذا خَوَتِ النُّجُومُ فإنَّهُم لِلضّائفِينَ النّازِلِينَ مَقارِي ويقال: هذه أرضٌ فِلٌّ وفَلٌّ، وأرَضُونَ أفلالٌ. وهي الّتي لم يُصِبْها مطرٌ. قالَ أبو الحسنِ: كذا قُرئَ على أبي العبّاسِ: فِلٌّ وفَلٌّ. والمحفوظُ: أرضٌ فِلٌّ بالكسرِ، وقومٌ فَلٌّ بالفتحِ، أي: منهزمون. كما قالَ الأخطلُ: فقَتَلْنَ مَن حَمَلَ السِّلاحَ، وغَيرَهُم وتَرَكْنَ فَلَّهُمُ، عَلَيكَ، عِيالا ويقال: أرضٌ خَطِيطةٌ: وأرَضُونَ خَطائطُ، إذا لم يُصِبْها مطرٌ وأجدَبتْ. الأصمعيُّ: هيَ الأرضُ الّتي لم تُمطَرْ بينَ أرْضَينِ مَمطورتينِ. ويقال: أرضٌ جَدْبٌ، وأرَضُونَ جُدُوبٌ، وأرضٌ مَحلٌ، وأرَضُونَ مُحولٌ، وأرضٌ مُجدِبةٌ، وأرضٌ مُمحِلةٌ. الأصمعيُّ: أصابتْهم الضَّبُعُ، يعني: السَّنةَ الشّديدةَ. قال: ويقالُ: كَحَلَتْهُمُ السِّنونَ، إذا اشتدّتْ عليهم. وأنشدَ: لَسنا كأقوامٍ، إذا كَحَلَتْ إحدَى السِّنِينَ فجارُهُم تَمْرُ أي: يأكلونَ جارَهم إذا أصابتْهمُ السَّنةُ الشّديدةُ. قالَ سلامةُ بنُ جندلٍ: قَومٌ، إذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ عِزُّ الأذَلِّ، ومأوَى كُلِّ قُرضُوبِ ويقال: أرضُ بنِي فلانٍ سَنةٌ: إذا كانتْ مُجدِبةً. وأرَضُونَ سِنُونَ: جَدْبةٌ. وقد أسنَتَ القومُ إسناتًا. والأزْلُ: الشِّدّةُ. وقد أزَلَهُ اللهُ، خفيفةٌ، يأزِلُهُ أزْلًا إذا ضَيّقَ عليه. قالَ زُهيرٌ: تَجِدْهُم، علَى ما خَيَّلَتْ، هُم إزاءَها وإن أفسَدَ المالَ الجماعاتُ، والأزْلُ والأزْلُ: الضِّيقُ. ويقال: أصابتْ بنِي فلانٍ جُلْبةٌ شديدةٌ، بضمِّ الجيمِ، أي: سَنةٌ شديدةٌ. والشَّصاصاءُ: اليُبسُ والجُفوفُ. قالَ أبو العبّاسِ: والحُفوفُ مكانَ "الجُفوف" يَصلحُ. أبو عمرٍو: الأشصابُ: الشَّدائدُ. واحدها شِصْبٌ، بكسرِ الشِّينِ. وقد شَصِبَ يَشصَبُ شَصَبًا. المصدرُ مفتوحُ الشّينِ والصّادِ. واللَّزْبةُ والأزْمةُ: الشِّدّةُ. يقالُ: أصابتْهم أزْمةٌ مُنكَرةٌ. الأصمعيُّ: أزَمَتْ أزامِ يا هذا،

1 / 22