163

وقال الحسن البصري أصل ألقيا (ألقين)فالألف فيها بدل نون التوكيد ..الخ. وهو تمحل آخر بلا دليل للتخلص من المخاطب المثنى !

لماذا هرب المفسرون من كون المخاطب مثنى ؟!

ويتعجب الإنسان: لماذا يصر هؤلاء المفسرون الكبار على جعل المخاطب شخصا واحدا ، ويتكلفون هذه التمحلات ، ويهربون من جعله مثنى حقيقيا هو الرقيب والعتيد ، أو السائق والشهيد ، مثلا ؟!

والجواب: أن جعل المخاطب مثنى فيه خطر عليهم ! لأن الرقيب والعتيد ملكان موكلان بأعمال الإنسان في الدنيا فقط ، والسائق والشهيد موكلان بسوقه في المحشر والشهادة عليه ، والإلقاء في النار يكون بعد الحساب وعند عبور جسر جهنم !

فلا بد أن يكون المثنى غيره هؤلاء ، وحينئذ يصل الأمر الى ما رواه الشيعة من أن المخاطبين بالآية هما: محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام !!

فالحل عندهم أن يجعلوا المثنى مفردا من الأساس ، ويقولوا إن المخاطب مفرد مفرد ، ولو كانت صيغته التثنية !!

قال ابن منظور في لسان العرب:15/428: (وقال أبو عكرمة الضبي في قول امرئ القيس: (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) قال: أراد قفن فأبدل الألف من النون الخفيفة كقوله قوما أراد قومن . قال أبو بكر: وكذلك قوله عز وجل: ألقيا في جهنم ، أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده ، فبناه على ما وصفناه) . انتهى .

ومقصوده ب(أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده) روايتهم عن مفسري الدولة الأموية كالحسن البصري وعكرمة ، مقابل أقل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله !!

ففي تفسير الجلالين: (ألقيا في جهنم) أي: ألق ألق ، أو ألقين ، وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفا ). انتهى .

مخ ۱۶۴