قال الله تعالى: ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد . وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد . وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد . وقال قرينه هذا ما لدي عتيد . ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . مناع للخير معتد مريب . الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد . قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد . قال لاتختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد . ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد . يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) . (سورة ق: 17 30)
قال أكثر المفسرين إن المخاطب ب(ألقيا) شخص مفرد ، وهو القرين ، أو مالك خازن النار ، وأن الأمر جاء بصيغة المثنى للتأكيد ، كما تقول ( ألق ، ألق) ! وقالوا إن العرب تستعمل المثنى للمفرد .
وهو كلام باطل لاشاهد له من كلام العرب ، وهو يتنافى مع مصداقية النص القرآني الدقيقة دائما ، خاصة أنه تعالى كرر التثنية فقال (فألقياه في العذاب الشديد) .
ولا حجة فيما استشهدوا له بخطاب الشعراء للمثنى كقولهم ياصاحبي وهم يقصدون صاحبا واحدا، وقول امرئ القيس:(قفا نبك من ذكرى خليل ومنزل) ولم يأتوا من غير الشعر بمثال مقنع ، وروايتهم قول الحجاج: (ياحرسي إضربا عنقه) إما مخترعة ، أو أنه ثنى الضمير لأن عنده اثنين يقتلان الناس فالمثنى موجود في ذهنه !
مخ ۱۶۳