40

البواكير

البواكير

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

أنظر متعجبًا، لا أجرؤ على السؤال عن اسم المدينة وعن تاريخ اليوم لما لاقيت من الرجل الأول. وأرى شيخًا هِمًّا فأتخيل أني أعرفه، وأتقرب منه فأجده صديقي فلان، وقد كانت سنه حينما فارقته عشر سنوات، فأتعجب من شيخوخته وشيبه وأنا أكبر منه ولا أزال شابًا! ولا أعرف بأي لغة أخاطبه فأقول له: السلام عليكم بونجور غودمورنينغ! فيرد عليّ قائلًا: وعليكم السلام ورحمة الله. ويعجب من سلامي، فأنتسب له فيعرفني ويهشّ لي ويقول: كيف عدت إلينا وقد حسبناك متّ منذ تسعين سنة؟ - إن لي لخبرًا طويلًا، ولكن أخبرني قبلُ: في أي سنة نحن الآن؟ - في السنة ٢٠١٩ ميلادية. - وما هذه المدينة؟ - عجيب منك، ألا تعرفها؟ هذه دمشق. - دمشق؟ ماذا تقول؟ أرجوك أن لا تهزأ بي. - جِدًّا أقول إنها دمشق. - ومتى كان لدمشق مثل هذا الغنى وهذه العظمة والرقي؟ - لا تغترّ، فما لدمشق منه شيء، ولكنه شارع الأجانب، والأجانب -تجارًا وصنّاعًا- هم سادة المدينة وعظماء أهلها ومالكو زمام أمورها.

1 / 43