174

البواكير

البواكير

خپرندوی

دار المنارة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

د خپرونکي ځای

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

عنه. إن الشهادة أول مرحلة من مراحل العلم، ولكن هنالك من يحسبونها آخرها! وهل للعلم من آخر؟ لم يحظَ بالعلم طُرًّا أحدٌ (١) ... لا ولو مارسه ألفَ سنه إنّما العلمُ كبحر زاخر ... فاتَّخِذْ من كل شيء أحسنَه سقراط شيخ الفلاسفة، الذي أنفق في سبيل العلم حياته، قال حينما أدركته الوفاة: الآن علمت أني لا أعلم شيئًا. ونيوتن العلامة الإنكليزي قال: إننا في العلم كأطفال على شاطئ بحر زاخر، يقذف إليهم الموج حين يموج بقِطَع من الصدف فيحسبونها كل ما في البحر، وفي البحر ما تعلم. فإذا كان هذا حظ نيوتن وأمثال نيوتن من العلم، فما هو حظك أنت أيها العلاّمة الجليل صاحب شهادة البكالوريا والليسانس (٢)؟ على أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، حد ضرر الشهادات على العلم، ولو وقف لكان نصيبنا فيه نصيب عباد الله جميعًا. ولكنّ هناك شيئًا نميز منهم به، وهو أن الفحوص أيضًا لا تكاد تتم على عدل. وما أحب أن أطيل فأقول: إن مصدر الشر أمران: الالتماس والاحتيال. أما الالتماس فحدِّثْ عنه ولا حرج ولا إثم، بل قل إن شئت -وأنت صادق- إن الالتماس فوق الكفاية وفوق الحق وفوق كل

(١) طرًا (بضم الطاء) أي جميعًا، وهو منصوب على المصدر أو الحال، تقول: جاؤوا طرًا ومررت بهم طرًا، إلخ (مجاهد). (٢) «البكالوريا» هي الثانوية العامة، والليسانس هي شهادة الجامعة الدنيا، أو هي التي يسميها الناس اليوم «البكالوريوس» (مجاهد).

1 / 177