فلم يزد على أن قال: نعم رأيته.
ثم سكت، كأن الأمر لا يستحق إلا تلك الكلمة القصيرة. فأعدت قائلا: أوقعت عينك عليها؟
فنظر أبو النور نحوي بعينيه الفاترتين وقال متعجبا: من تعني؟
فانطلق لساني قائلا: علية.
فأحسست يده تشتد على ذراعي وقال في رحمة: هو موكب ابنة السلطان يا صديقي.
ثم حرك شفتيه يقرأ هامسا.
فلم أشعر إلا وقد اندفعت أصف محاسنها، وكنت أتعجب من الحرارة التي تتدفق في بياني. نعم كانت نفسي تعجب من نفسي.
وزادت قبضة صاحبي على ذراعي شدة، وخيل إلي أنه يحاول أن يسندني، فتمالكت نفسي وأمسكت لساني وسرت إلى جانبه صامتا وهو يقودني، وعدت إلى صورة الهودج أتمثلها وأتأمل محاسنها، ثم صحت فجأة: أهي ابنة السلطان حقا؟
فحرك أبو النور شفتيه، ولكني سمعته يهمس مستغفرا.
فأعدت سؤالي عليه، ولم أرد به إلا أن أعرف إذا كان صاحبي قد رأى الموكب حقا؛ فقد داخلني الشك أن يكون ما رأيته من أشباح وهمي، ولكنه قال: هكذا قال حراسها.
ناپیژندل شوی مخ