فقلت وأنا أنظر إلى ريشته: نعم صاحب الثلاث.
فقال مبادرا: ستكون لي بعد قليل ريشة أخرى. لا شك أن تيمور يزيدني ريشة إذا عاد من حربه مع بايزيد. وسيعود بعد قليل. ألم تسمع منذ أيام أنه أسره ووضعه في قفص من حديد؟
فخرجت مني صيحة: قفص من الحديد؟
فقال باسما: نعم. وسيأتي به إلى هنا لنراه في قفصه، ثم يذهب به بعد ذلك إلى سمرقند لكي يجعله في طليعة موكبه العظيم.
ثم نفخ صدره وعبس.
فقلت بغير وعي: بايزيد في الموكب؟
فصاح بي غاضبا: نعم، إنها آية لمجد تيمور.
فلم أشأ أن أجادله في هذا الأمر، فقلت: نعم.
فقال وكأنه نسي ما كان يحدثني فيه: سينظر الناس إلى عاقبة من يقاوم تيمور. هو الأسد الذي لا يقاوم، والنسر الذي لا يسامى. وليس لأعدائه إلا القهر والفناء.
فهززت رأسي وفي حلقي غصة ولم أملك جوابا، وضاق صدري بأنفاسي، وعادت إلي صورة الغابة.
ناپیژندل شوی مخ