(218) في الدنيا والآخرة ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم (219) ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن
بحظكم من الرشد 218 ( في ) امور ( الدنيا والآخرة ) لتتبعوا رشدكم وتعملوا بما فيه صلاح الدارين ( ويسئلونك عن ) امر ( اليتامى ) في مخالطتهم في أموالهم ففي تفسير القمي في الصحيح عن الصادق (ع) انه لما نزل قوله تعالى في سورة النساء ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) اخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله عن إخراجهم فأنزل الله ويسألونك عن اليتامى. وفي معناها رواية الدر المنثور المصححة عن ابن عباس ( قل إصلاح لهم ) بتولي أمرهم وحفظ أموالهم والإنفاق عليهم منها وحسن تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم ( خير ) من إخراجهم وضياع أموالهم وأدبهم ( وإن تخالطوهم ) في المأكل والمال ( فإخوانكم ) في الدين أو في القبيلة او في النسب القريب ولا بأس بمخالطتهم إذا صافيتموهم مصافاة الاخوان واصلحتم ( والله يعلم المفسد ) الذي يأكل اموال اليتامى ظلما او يضيعها ( من المصلح ) الذي يخالطهم بالإحسان والإصلاح فاطلبوا الجزاء واحذروا العقاب ممن لا تخفى عليه خافية. وقد روي في الكافي والتهذيب وغيرهما شيء من وجوه مخالطتهم فليراجع ( ولو شاء الله لأعنتكم ) أي حملكم على ما فيه مشقة عليكم وكلفكم به من إصلاح امر اليتامى وعدم مخالطتهم ( إن الله عزيز ) في ارادته ( حكيم ) في شريعته يجريها على حكمة العدل والتيسير 219 ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) في الدر المنثور مما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عمر انه كان إذا سئل عن نكاح النصرانية واليهودية استشهد لتحريمه بهذه الآية. وفي التبيان وهذه الآية على عمومها في تحريم مناكحة جميع الكفار وليست منسوخة ولا مخصوصة. وتبعه في مجمع البيان على هذه العبارة إلى آخرها وزاد بقوله وهي عامة عندنا وأكد ذلك في آخر كلامه بقوله وهو مذهبنا. وفي هذا شك فإن الإجماع الذي ادعاه في الانتصار على حظر نكاح الكتابيات يمكن تأويله ككثير من إجماعاته لأن القمي قال في تفسيره إن الآية منسوخة بقوله تعالى ( والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب ). ونص على الحل والنسخ في تفسير هذه الآية وهي السابعة من سورة المائدة وفي المبسوط نسب التحريم إلى المحصلين من أصحابنا
مخ ۱۹۶