Al-Wala wal-Bara in Islam
الولاء والبراء في الإسلام
خپرندوی
دار طيبة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
النتن) (١) . وحرص المصطفى ﷺ على تربية أمته والبعد بها عن مفاخر الأنساب والأحساب التي لا تستمد قوتها وحيويتها من هذا الدين القيم، فنجده ﵊ يحثهم على أن يكون انتمائهم للصف الإسلامي وحسب. ففي الحديث عن أبي عقبة - وكان مولى من أهل فارس قال: شهدت مع رسول الله ﷺ أحدًا، فضربت رجلًا من المشركين، فقلت: خذها مني وأنا الغلام الفارسي! فالتفت إلي رسول الله ﷺ وقال (فهلا قلت خذها مني وأنا الغلام الأنصاري) (٢) .
ولقد كان دين العقيدة الإسلامية هو: إفراد الله تعالى بالتعلق والحب والتعظيم والطاعة والإنابة والخشوع والخوف والرجاء وتجريد النفس من كل محبوب أو مرهوب أو مرغوب سوى الله تعالى، قال جل شأنه:
﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ ﴿[سورة يونس: ١٠٧] .
وقال رسول الله ﷺ لعبد الله بن عباس ﵄ (... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) (٣) .
(فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله، بل يفرد الله بالمخافة ... ويتجرد لله محبة وخشية وإنابة وتوكلًا، واشتغالًا به عن غيره، فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه،
(١) سنن أبي داود كتاب الأدب (ج ٥/٣٤٠ ح ٥١١٦) وأخرجه الترمذي في المناقب (٩/٤٣٠ ح٣٩٥٠) وقال حديث حسن. (٢) سنن أبي داود كتاب الأدب ٥ج/٣٤٣ ح ٥١٢٣ قال الألباني في المشكاة في إسناده عنعنة محمد بن إسحاق (٣/١٣٧٤) وأخرجه ابن ماجه في الجهاد (ج٢/٩٣١ ح ٢٧٨٤) . (٣) سنن الترمذي في أبواب صفة القيامة (ج٧/٢٠٤ ح ٢٥١٨) وقال حديث حسن صحيح.
1 / 106