التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
ایډیټر
ماهر أديب حبوش وآخرون
خپرندوی
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۴۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
أسطنبول
ژانرونه
تفسیر
وقال محمد بن كعبٍ القُرَظيُّ: الألفُ آلاءُ اللَّهِ، واللامُ لُطفُه، والميمُ مَجْدُه (^١).
وقال أبو فاختةَ: هذه الحروفُ أمهاتُ الكتاب (^٢)، منها استُخرج هذا القرآن (^٣)؛ أي: نُظِمَ وركِّب (^٤)، وأُنزلتْ مقطَّعةً ليُعلَم أنها من الحروف المعجَمة التي نزلت (^٥) على آدم ﵇ مقطَّعة.
وقال عبد العزيز بن يحيى: معنى هذه الحروفِ: أنَّ اللَّه تعالى ذكرها فقال: اسمعوها مقطَّعةً، حتى إذا (^٦) وردتْ عليكم مؤلَّفةً كنتُم عرفتُموها قبل ذلك، وكذلك تُعلَّمُ الصبيانَ أولًا مقطَّعةً، فكأنَّ اللَّه تعالى أسمعَهم مقطَّعةً مفردةً (^٧) ليعرفوها إذا وردت عليهم مفرَّقةً، ثم أسمعهم مؤلَّفةً (^٨).
وقال أبو رَوقٍ: إن الكفار لمَّا قالوا: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ﴾ [فصلت: ٢٦] وتواصَوا بالإعراض عنه، أراد اللَّه تعالى لِمَا أحَبَّ من صلاحهم ونَفْعهم أن يُورد
(^١) في (ف): "والميم محمد". وهو في "تفسير الثعلبي" (١/ ١٣٩) بلفظ: (. . . والميم ملكه).
(^٢) في (أ): "القرآن".
(^٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٠٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢/ ٥٩٣)، وهو في "تفسير الثعلبي" (٣/ ١١)، جميعهم عند تفسير قوله تعالى: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [آل عمران: ٧]. وأبو فاختة اسمه: سعيد بن علاقة، مولى أم هانئ، روى عن علي ﵁، روى عنه ابنه. انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٥٠٣).
(^٤) "أي: نظم وركب": سقط من (أ) و(ف).
(^٥) في (أ): "أنزلت".
(^٦) في (ف): "فإذا" بدل: "حتى إذا"، والمثبت من باقي النسخ والمصدر.
(^٧) في (أ): "معروفة"، وفي (ر) و(ف): "معرفة"، والمثبت من المصدر.
(^٨) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ١٣٧).
1 / 193