299

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

ایډیټر

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
قال نجمُ الدِّين (^١) رضي اللَّه تعالى عنه: وأنا أقول:
هو ما ليس عليه ظلامُ النُّكرةِ ولا غبارُ البِدعة.
هو ما لا يَضلُّ سالكُه ولا يهتدِي تاركُه.
هو ما لا يُخاف فيه قطعُ الطريق، ويُمدُّ سالكُه ببَدْرقةِ (^٢) العصمة والتوفيق.
هو ما يُسهِّل إلى المقصِد، والمقصودُ وصولُ قُصَّاده، واللَّهُ تعالى بمِرْصاده.
* * *
(٧) - ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
وقولُه تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ﴾: هو بدلٌ عن قوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، وهو كالتفسير له، والبدلُ يَتبعُ المبدَلَ في إعرابه (^٣)؛ لأنه هو: إمَّا عينًا وإما اتِّصالًا (^٤)، وهو كقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ﴾ [الشورى: ٥٢ - ٥٣] فأُتبعَ الخفضُ الخفضَ، وهاهنا أُتبع النصبُ النصبَ، وهذا كقوله:

(^١) "نجم الدين": ليس في (أ).
(^٢) في (ف): "بدرقة". والبدرقة قال في "التاج" (مادة: بذرق): بالذالِ المُعْجَمة والمُهمَلة، وقال ابْن بَرِّي: هِيَ الخفارة، وقالَ الهَروي في (فصل عصم) من كتابِه "الغريبين": إن البَذْرقَة يُقال لها: عصمةٌ؛ أَي: يعتصْم بها، وقالا ابن خَالَوَيه: ليست البذْرَقَة عَرَبيةً، وإنما هِيَ فارسية، فعربتها العرب، يُقال: بَعَث السُّلطانُ بَذْرَقَة مع القافِلَةِ، بالذَّالِ معجَمَةً.
قلتُ (القائل الزبيدي): وأصل هذه الكلمة مُرَكبة من: بُد وَرَاه، والمعنى: الطَّريقُ الرديء، فعرَّبوا الهاء بالقافِ، وأَعجموا الذَّال. والمبذرِق: الخفير، نَقله الصَّاغَانِي.
قلت: وينتج أن المراد بها هنا: العون والمدد، وما في معناهما.
(^٣) في (أ): "الإعراب".
(^٤) "إما عينًا وإما اتصالًا": سقط من (أ) و(ف).

1 / 154