298

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

ایډیټر

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
وقوله تعالى: ﴿الْمُسْتَقِيمَ﴾: أي: المستوي، يقال: أقامه فاستقام، كما يقال: أوسَعَه فاستَوْسَع، وأَرْخاه فاستَرْخَى، واللازمُ يجيءُ من ثلاثةِ أبوابٍ: من الانْفِعال كالانْقِطاع، ومن الافْتِعال كالاخْتِلاط، ومن الاستِفْعال كالاستِرْسال.
ثم وصفُ الطريقِ به له معنيان:
أحدهما: أنه مستوٍ بنفسه غيرُ مُعْوَجٍّ.
والثاني: أن سالكه مستقيمٌ فيه، كقوله تعالى: ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ أي: يُبصَرُ فيه، وكقولك: نهرٌ جارٍ؛ أي: الماءُ جارٍ فيه، ونظيرُه في القرآن: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ﴾ [محمد: ٢١]؛ أي: عَزَمو ا فيه، وقولُه: ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ [البقرة: ١٦]؛ أي: ما ربحوا فيها، وقولُه تعالى: ﴿قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾ [النازعات: ١٢].
وقال بعضُ أهل التفسير: هو المستوي الذي لا يميلُ بسالكه إلى خطأ.
وقال بعضُهم: هو الذي يُفضي بسالكه إلى الجنة.
وقال الإمامُ أبو منصورٍ ﵀: هو القائمُ؛ أي: الثابتُ بالبراهين، الذي لا يزيلُه شيءٌ، ولا يَنقُض حُججَه كيدٌ (^١).
وقال الإمامُ القشيريُّ ﵀: هو ما عليه من الكتاب والسنَّة دليل، وليس للبدعةِ إليه سبيل.
وقال أيضًا: هو ما دَرَجَ عليه سَلَفُ الأمَّة، ونطَق بصوابه دلائلُ العِبرة.
وقال أيضًا: هو ما شَهد بصحَّته دلائلُ التوحيد، ونبَّه عليه شواهدُ التَّحقيق (^٢).

(^١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٦٧). وفي (ر): "حجته".
(^٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٠).

1 / 153