272

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
ولا يؤتَى بها إلا مقدَّمةً على الفعل، ولا تؤخَّر إلا بفاصلٍ بالاستثناء أو العطف أو تكرارِ الكناية بها (^١): ما عنيت إلا إياك، ذكرتك وإياه، أدعوك (^٢) إياك.
وأمَّا الإعراب: فقد قال الخليل بنُ أحمد: (إيَّا) سُلَّمٌ للشأن (^٣)، والكافُ نصبٌ؛ أي: هي كنايةٌ مقدَّمةٌ، ولو أخَّرْتَ قلتَ: نعبدُك، فإذا قدَّمْتَ لم يمكِن التلفُّظُ (^٤) بحرفٍ واحدٍ، فزادوا (إيَّا) سُلَّمًا للشأن (^٥) ليُتمكَّنَ منه، أو لأن الكافَ وحدها إذا تقدَّمت شابهتْ كاف التشبيه، فأزالوا الاشتباه بهذا.
وقال الفرَّاء: إنما نُصب لوقوع (^٦) الفعل عليه، والكافُ (^٧) خُفض بالإضافة، وبيانُه: أن هذا بمنزلةِ قولك: نَفْسَكَ نعبُد.
وأما المعنى: ففي زيادة هذه الكلمة معنًى بليغٌ، فإنك لو (^٨) قلتَ: نعبدُك ونستعينك، وإن كان أَوجزَ لك، لكن (^٩) في هذا النظم فوائدُ زوائدُ: موافقةُ رؤوس الآي، ونفيُ العبادة والاستعانة عن غيرِ اللَّه تعالى، وأجلُّها: البدايةُ بذكر اللَّه دون ذكر (^١٠) نفسه، وهو نظرٌ من اللَّه تعالى إلى العبادة لا من العبادة إلى اللَّه تعالى.

(^١) "بها": ليست في (أ)، وفي (ف): "على".
(^٢) في (ر): "ذكرت وأدعوك" بدل: "أدعوك".
(^٣) في (ف): "للسان".
(^٤) في (أ): "اللفظ".
(^٥) في (ف): "للسان".
(^٦) في (ف): "بوقوع".
(^٧) بعدها في (ر): "إنما".
(^٨) في (ر): "فكأنك إن"، وفي (ف): "فكأنك لو".
(^٩) "لكن" سقط من (ف)، و"لك": سقط من (أ).
(^١٠) "ذكر" سقط من (ف).

1 / 127